حيلة تسويقية | سر المرأة!

المسوقين لا يبيعون للناس احتياجاتهم (الماديّة) فقط ولكن يبيعون ما يريد الناس أن يشعروا به أيضاً، لو يبيع المسوقون احتياجات ماديّة فقط فسيُفلس نصف العالم.

كنتُ في أحـد الأيام على برنامج السناب شات، وقد لفت أنتباهيّ ماكتبتهُ غادة العودة عن أحد بائعي العلامات التجارية الكبيرة. فعندما كانت غادة في زيارة لهم قال لها البـائع مستخدما التسويق بالمشـاعر: “محد بيهديك بدون مقابل. كل أحد بيهديك بيكون يبي مقابل لهديته الا شخص واحد بيهديك فقط عشان تكونين سعيدة. ثم أشر على المرايهوكانت غادة هي الظاهرة في المرأة.

أما ردة فعل غادة فقد أشترت لنفسها هدية وغلفتها. الحقيقة أن البائع هُنا كان ذكي لدرجة أن يلعب على وتـر حساس عند المرأة يتمثل في (أنا أستاهل) ولو أني كنتُ مكان غادة فلا أستطيع أن أجزم بأني سأقوم بردة فعل مُضادة.

نحنُ نحب أنفسنا، ونحب أن نكافئها على كل الأيام التي أستطاعت فيها أن تقف وكأن شيء ما لم يحدث. رغم كل ماحدث. نحب قلوبنـا بعدد المرات التي سقطت فيها أرضًا ولم يدرك أحد ذلك. لأننا نحب أنفسنا، فنحن نحاول بكل ما أوتينا من صبـر أن نمنحها لحظـة تطيرُ فيها دون أن تأبه بأحـد.

عملية البيع والشراء هي نوع من تبادل العواطف، عندما أشتري شيئاً يجب أن أسأل نفسي، ما الذي سوف أشعر به عندما أشتريه؟ ثم بعد ذلك يأتي الجزء المنطقي ماذا سيكلفني؟ كم يساوي؟ ماذا سيعطيني؟ وماذا سيفعل لي؟ وهذا يحدث بداخلك بسرعة جداً، لذلك الشخص وهو يبيع فقط للأحاسيس يريد أن يتحكم فيك. فيجب أن تدخل على الجزء التحليلي – الجزء المنطقي – ومن هنا تستطيع أن تقرر بموضوعية، يجب أن توفّق بين التحليل المنطقي واحتياجاتك النفسية وذلك لكيلا تنخدع في المنتج الذي تريد شراءه.

اننا نحن معشـر النساء يوجد لدينا العديد من نقاط الضعف التي يستطيع أي بائـع استغلالها، وهي تتمحور حول العواطف والأحاسيس. ويحاول البائع أن يركز وبشكل سريع على العاطفة مشجعا إياك على إتخاذ قرار الشراء قبل أن يتدخل الجزء المنطقي في قرارك. وعلى البائـع أن يكون ذكي لدرجة تمكنهُ من التمييز بين أصناف النساء عند التسويق لسلعته. أن يُميز -على سبيل المثال لا الحصر- بين من تشتري لأجل (أنا أستاهل) وبين من تشتري لأجل أن السلعة (بتلبئلك)!!

أما البائع الذي يستخـدم النوع الثاني من الأسلوب الرخيص فإنني في كل مرة أسمع هذه الكلمة أو ما شابههـا أُصاب بشيء يشبه (حومة التسبد)، ثم قبل أن أخرج من المحل أستعيذُ بالله ثلاثا من أن يأتي يوم أدعوا فيه على مسلم. ربما ترى أن رد فعلي مبالغ فيها، الا أنني هكـذا على الحقيقة، ولا أذكر عدد المرات التي خرجتُ فيها من المحل فقط عنادا للبائع!

أما عن النوع الأول فهو مثل ماحدث مع غـادة. لم يكن البائع في ذلك الموقف تحديدًا يُجسد لنا درس في الذرابة، الأسلوب المهذب، والحكمة فقط، بل كان يُمارس وظيفته والتي تتمثل في بيع السلع الموجودة بالطريقة التي تتوافق مع العميل وتضمن عدم مغادرته للمكان خالي اليـد. هل سمعت من قبل بشيء أسمهُ “التسويق الوردي“!! أنه نوع من أنواع التسويق والموجة من أو إلى المرأة.

أما عن صاحب كتاب أسرار التسويق بالمديح فيقول:

التسويق بالكلمة هو أقوى أنواع التسويق وأكثرها إقناعا وتأثيرا، وفوق كل ذلك، لا يكلفك أي شيء. ومثلما أنت واثق أن الشمس لا تشرق ليلا، فالتسويق لا يقف عند حدود الدعاية والبيع والترويج، بل إن التسويق يدور حول خلق حالة ذهنية لدى العميل المحتمل، وانتشار السمعة الطيبة للمنتج/الخدمة يخلق هذه الحالة.

ثم يقول مختصرا:

المطلوب منك هو مساعدة الزبائن على اتخاذ القرار بالشراء، وأن تقلل الزمن اللازم لهم لاتخاذ هذا القرار.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كم عدد المرات التي أتخذنا فيها قرار شراء سلعة ما لأننا فعلا نحتاجُ اليها! بل كم عدد المرات التي أشترينا فيها بسبب تأثيـر بائع!! فإن كانت إجابتك على الشطر الثاني أعلى قيمة عددية من الشطر الأول فأنتِ فعلا في ورطـة.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s