الخبرة الوظيفية أم الماجستير؟

في الفترة السابـقة قبل ما يقارب الشهرين عشت تحت الضغط، كنت لا أعرف هل يجب عليّ الاستمرار في وظيفتي أم التفرغ للاستعداد لدراسة الماجستير؟ علما بأنه تم قبوليّ في ماجستير إدارة أعمال بشكل مبدئي. كنت مؤمنة بشكل كامل أن الماجستير أهم من كل شيء، وكان الأغلبية من حولي يوافقونني الرأي.

اما عن رأسي فقد كاد ينفجر في اليوم الذي سألني فيها شخص ما السؤال التالي: “هل تعتقدين فعلا أن الماجستير أهم من وظيفتك؟” كنت لحظتها قد أخبرته بأن قبوليّ المبدئي في الماجستير قد تم.

بعد أن أجبتها بنعم قالت: “الماجستير عبارة عن معرفة لكن هل يوجد رب عمل يُفضل توظيف شخص لدية معرفة على شخص يمتلك الخبرة؟” ثم بدأت مرحلة البحث عن الإجابة، وبمعنى أخر مرحلة الصداع.
قبل الإجابة على السؤال السابق يجب علينا معرفة أهدافنا المستقبلية هل هي وظيفة أم مشروع خاص أم أكاديمي (أستاذ في الجامعة مثلا) أم .. الخ. أضف الى ذلك أن التخصص يُحدث فرقا في الإجابة.

ثم بعدها إسأل نفسك هل أنت فعلا مستعد لدراسة الماجستير في حال كان يتطلب لغة أجنبية؟ هل لديك المهارة الكافية؟
بعد أن دخلت لمرحلة الصداع، عرفت أن الشركات حاليا لا تُفضل أبدا حديثي التخرج لأنها سوف تبذل جهدها في التدريب، أما أصحاب الخبرة فمعهم أغلب المهارات اللازمة لإتمام المهام المطلوبة. فحصولك على وظيفة تُضيف لك خبرة -في ظل وجود شُح في الوظائف الشاغرة- هي بمثابة كنز تمسّك به كما لو لم يكن في الدنيا غيرها.

أما حديثي التخرج من أصحاب الماجستير الذين لا يمتلكون الخبرة العملية فلا يحرص عليهم الا أصحاب المجالات الأكاديمية كالجامعات مثلا. هم لديهم معرفة يُشاد بها لكنها تبقى معرفة محصورة في نطاق عقله لم يتم تطبيقها على أرض الواقع. في الوقت الذي تتطلب فيه الوظائف -التي نطمح اليها- وجود خبرة.

سألت رجال الأعمال ومُديري الموارد البشرية في تويتر السؤال التالي:

عندما يتقدم كلا الأثنين لوظيفة شـاغرة عندك، فأيهما تقبل؟

– ماجستير بدون خبرة

– بكالوريوس مع خبرة

فكانت النتيجة كالتالي:

٨٣٪‏ يُفضلون البكالوريوس مع الخبرة

١٧٪‏ فقط أختاروا الماجستير بدون خبرة

كانت النتيجة كفيلة بتغير رأيي خاصة وأن تخصص (إدارة أعمال) يتطلب وجود مهارات عالية. ثم إن مواقع التعليم الذاتي موجودة مما يعني أنه في حال اختياري البقاء في الوظيفة الحالية فعملية التعلم لا تتوقف.

إذا يبقى السؤال: إذا كانت الخبرة أهم من الماجستير، فمتى نأخذ الماجستير؟

اتفقت الشركات على أن اقل خبرة معتمدة هي من سنة الى سنتين. بأفتراض أن أول ستة أشهر من الوظيفة ستكون عبارة عن الفترة التجريبية وفترة التدريب، ثم ثاني ستة أشهر هي بداية الممارسة، وبالتالي الخبرة التي تكون أقل من سنة هي خبرة غالبا غير معتمدة. ولأجل ذلك فالماجستير بعد سنة الى سنتين من الخبرة يكون أفضل. بحيث نكون بعد التخرج من الماجستير قد جمعنا الاثنين: مؤهل وخبرة عملية.

قبل إتخاذ القرار: إن تخصصك في البكالوريوس يساعدك قي تحديد أيهما تأخُذ أولا الخبرة أم الماجستير، وأضف الى ذلك طبيعة الأهداف التي تسعى اليها.

ختاما هي كما قال غازي القصيبي:

المجدُ للسّاعين، لا للخاملين القُنع ✨

الإعلان

7 آراء حول “الخبرة الوظيفية أم الماجستير؟

  1. يجججججججننن يجننن يجنن كلامك
    اهنيك
    فعلاً تحكين عن واقع 😿 وفتحتي عيني ع شيء واقعي وغافله عنه انا
    ربي يوفقك في حياتك وتحققي اللي في بالك

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s