اغواء العقل في: بيبسي أم كوكاكولا؟

pepsi vs coca cola

من البداية، في أيام الجامعة كانت شركة كوكاكولا مُتصدرة عند محاولة دراسة حالة لشركة ما، وذلك لنجاحها على المستوى العالمي وقدرتها على المحافظة على مكانتها رغم المنافسة التي بينها وبين شركة بيبسي. ليس السر في نجاح كوكاكولا هو المذاق فإختبارات التذوق كانت ضدها، انه التسويق.

لم يسبق أن مر علي شخص ما، قال من المرة الاولى أن بيبسي ألذُ من كوكاكولا، فالاغلبية اجمعوا على كوكاكولا، بإستثناء خالي وليد والذي لا أعلم هل قالها لأن بيبسي فعلاً ألذ، أم لانه يعمل لصالحها!

وفي تصويت طرحته على حسابي في تويتر قلت فيه: “ايهم أفضل مذاق بالنسبة لك؟” حصلت فيه بيبسي على 29٪ بينما حصلت كوكاكولا على 71٪ لمشاهدة التغريدة (هنا)

يقول روبرت هيث في كتابه اغواء العقل الباطن:

إذا وضعت العلامتين التجاريتين الشهيرتين كوكاكولا وببسي جنبًا الى جنب في كوبين زجاجيين متماثلين، وطلبت من أشخاص تذوُقهما، ماذا تعتقد أنهم سيختارون؟ الإجابة، كما قد يُجيب أي شخص شاهدَ إعلانات تحدي بيبسي في الثمانينيات سيعرف، هي بيبسي. مذاق بيبسي كولا هو المفضل من قبل معظم الناس في اختبارات التذوق، وهذه حقيقة.

لأجل ذلك يطرح روبرت هيث سؤاله: إذا لم يكن مذاق كوكاكولا هو الأفضل، فكيف لها أن تبيع أكثر من بيبسي وجميع العلامات التجارية الأخرى للكولا مجتمعة؟

يُجيب:

الذي يجعل كوكاكولا ناجحين على هذا النحو هو اهتمامهم بفكرة: الوجود المطلق (أي التواجد والانتشار في كل مكان). يُقال أن الهدف التسويقي لكوكاكولا هو أالا تسير مسافة تزيد عن 100 ياردة في اي مدينة في العالم من دون رؤية علبة كوكاكولا أو اسم كوكاكولا أو شعارها. ولكن ما السبب وراء الأهمية الكبيرة لهذه الفكرة؟ لأنه كلما كثرت رؤيتك لشيء، زاد اعتقادك بأن الناس يشترونه، وكلما اعتقدت أنه لابد أن يكون أكثر شعبية، زادت ثقتك به.

شركة اخرى لا يحضرني اسمها لكنها لإحدى مشروبات الطاقة، كانت تضع العلب الفارغة من مشروبها في نفايات الشوارع، والنوادي الرياضية مثلاً، انها تخبرك هنا عن شيء ما، سيدركه عقلك فورًا، وسيتصرف وفق ذلك، دون أن تشعر أنت بتأثيرها عليك، لأنك تعتقد -اعتقاد خاطئ- بأن الأشياء التي تراها دون أن تعيرها انتباه لن تؤثر عليك.

عقولنا تخضع باستمرار لمؤثرات نجهلها تمامًا. – والتر ديل سكوت

الطريقة المتبعة من قبل كوكاكولا، تساعدنا في فهم بعض الشركات المتواجدة بالقرب منا، جولي شيك قبل الجمعة السوداء مثلا، تعاقدت مع الكثير من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي وذلك للإعلان عن الموقع، النتيجة: الأغلبية من المُتابعين لهؤلاء المشاهير صاروا يتحدثون عنه بإعتباره مصدر إزعاج، حتى أنك صرت تقرأ اسم موقع جولي شيك أكثر مما ترى اعلاناته. تدعي جولي شيك أن أرقام المبيعات في الجمعة السوداء كانت مُضاعفة.

الإعلان له إمكانية التأثير على قرارات الشراء المستقبلية حتى وإن لم يتعامل الأشخاص، المشغولون بمهمة أخرى، مع الإعلان بيقظة. – شابيرو

مياه بيرين على سبيل المثال، إذا كنت ممن يتابعون المشاهير في السناب شات، فلا يكاد يمر يومك دون أن ترى علبة بيرين، على الطاولة، في السيارة، في الشنطة، حتى أن واحدة من المشاهير كانت علبة بيرين تظهر من تحت العباية!! يا الله!

مالك شركة بيرين كان يصور بيرين غالبًا وهي تُقدم له مع القهوة، في الصباح والمساء، هذه العادة تبناها المشاهير من بعده، والآن الأهل والأصدقاء صاروا يقدمون مياة الشرب المعبأة مع القهوة! وغالبًا تكون بيرين. هذه الطريقة التي تتبعها الشركات تجعل اسم الشركة حاضرًا في ذهنك، وبالتالي تكون هي اختيارك الأول، وهذا يجعلنا نُفكر مرة اخرى في المؤثرات التي نجهلها.

قصة قصيرة ختامية: كنت في السوبرماركت، ذهبت لثلاجة الماء، وبالرغم من العدد الكبير من الشركات التي تقدم المياة المعبأة إلا أن يدي امتدت مباشرة على بيرين. الحقيقة أني توقفت لحظتها، وكأني استيقظت فجأة! “ليش بيرين؟” ربما تكون فعلا من أفضل مقدمين المياة، لكن الحقيقة أني سقطت من عين نفسي لحظتها لشعوري بأني لم أستطع التغلب على تأثير هذه الشركات عليّ. بشكل أو بأخر كان هذا الموقف من الأسباب التي شجعتني على كتابة هذه التدوينة.

كونوا بخير ❤️

على هامش التدوينة، هنا سؤال وجواب:

  • هل نجحت حملة جولي شيك الأخيرة؟

أحمد الجبرين يُجيب: (هنا)

  • لماذا أغلب المشاهير يشربون مياه بيرين؟

محمد بن نحيت يُجيب: (هنا)

  • لماذا كوكاكولا وببسي يسوون اعلانات رغم شهرتهم؟

هادي فقيهي يُجيب: (هنا)

  • هل تلاعبت المؤسسات بنتائج الأبحاث التي تخص السكر؟

يزخر تاريخ البحث العلمي بدراسات خضعت لتأثير الشركات وتلاعبها، وأشهرها الأبحاث التي غزت المنصات العلمية، بتوجيه من قطاع صناعة السكر، وذلك بهدف تبييض سمعة المادة البيضاء. ففي ستينات القرن الماضي، انتقلت الأنظار بشكلٍ مفاجئ من السكر إلى الدهون المشبعة، بصفتها سبباً رئيسياً لأمراض القلب، في محاولة لتجاهل مخاطر السكر الكبيرة وصبها في مكانٍ آخر. وقد كشفت وثائق نشرتها مجلة JAMA Internal Medicine ، في العام 2016، أن “مؤسسة السكر البحثية” دفعت نحو 50 ألف دولار في العام 1967 لثلاثة علماء من جامعة هارفرد من أجل نشر دراسة عن السكر، الدهون وأمراض القلب. وقد عمد الباحثون في هذه الدراسة إلى تضخيم أثر الدهون المشبعة على صحة الإنسان في مقابل تقليص أثر السكر. لقراءة المقالة كاملة (هنا)

لذلك نقول: نعم تلاعبت مؤسسات كبرى وشركات صناعة السكر العالمية بالتعاون مع جامعات شهيرة في العالم في نتائج علمية تخص أضرار الشراهة في تناول السكريات. لقراءة المقالة كاملة (هنا)

  • هل فعلا مولت كوكاكولا أبحاثًا تبرئها من البدانة والامراض؟

كوكاكولا لديها ميزانيات ضخمة وعلاقات مع أكاديميين ومسؤولين وأطباء لنشر دراسات تشكك في علاقة السكّر بالسمنة والأمراض. لقراءة المقالة كاملة (أضغط هنا)

  • من هم ملاك وداعمين شركات الأبحاث المتعلقة بصحة الانسان؟

على سبيل المثال لا الحصر: الجمعية الأميركية للغذاء American Society of Nutrition ASN مملوكة من مجموعة من الشركاء ومنهم سلسلة ماكدونلدز وكوكا كولا وغيرهما. كما أن لـASN مجلة علمية بعنوان Journal of Clinical Nutrition، ومن أعضائها الذين يمتلكون صلاحية تقرير موادّ النشر دايفد آليسون، وهو معروف بامتلاكه علاقات قوية مع شركات تصنّع مشروبات غازية مثل بيبسي وكوكا كولا. وقد نشرت مجلة International Journal of Obesity في العام 2015 دراسة تطرح المياه الغازية بديلاً من الماء، لمساهمتها في خسارة الوزن. وقد موّلت هذا البحث منظمة International Life Sciences Institute، التي كان يرأسها الشخص نفسه الذي يشغل منصب نائب رئيس شركة كوكا كولا. المصدر (هنا)

الإعلان

القهوة أم الكوب؟

 

Cup or Coffee-

 

عندما كنتُ في الجامعة درست مادة “إدارة الجودة الشاملة” ولأني درستها على يد أستاذة فاضلة وعزيزة جدًا، فقد غيرت فيني أشياء كثيرة -هذه المادة- من ضمنها: ضرورة الموازنة بين حاجتي والجودة، إذا أنه ليس كل شيء يجب أن تكون جودته عالية، الجودة المتوسطة تكون كافية أحيانًا. ثم أن أهم نقطة في الجودة هي كالتالي: الجودة تبدأ من الداخل، من عمق الاشياء. فالشركات التي تريد تطبيق الجودة الشاملة تقوم بدمج مخطط الجودة مع الخطة الاستراتيجية للشركة، بجميع أقسامها.

الجودة تبدأ من الداخل ثم تحفر طريقها للخارج. – بوب مواواد

المشكلة عندما ننظر للجودة بنظرة سطحية، وساذجة. مثلا يرى البعض انه كل ما زاد ثمن الشيء زادت جودته، صحيح أن الجودة قد تكون فعلا عالية، لكن هل السعر بقدر الجودة أم يتجاوزها بأضعاف؟ لان السعر يتأثر بعناصر أخرى مثل: الطلب، العرض، القوة الشرائية، المنافسة، فلسفة إدارة الشركة ولا ننسى قوة العلامة التجارية. هذا غير أن بعض الشركات في الاصل تستهدف طبقة اجتماعية مُحددة، لكن التسويق الجيد المتبوع بقلة وعي عند المستهلك حاس الدنيا فصرنا لا نعرف ماهو لنا وماهو علينا.

في رمضان الماضي، احضرت لي أختي كوب قهوة سعره 30 ريال، لا أتذكر كم مره ارتشفت منها بهدوء فقط في محاولة لايجاد الميزة التي تجعلها بهكذا سعر! لم أجد شيء سوى انها تتبع لعلامة تجارية عالمية. بعض الشركات نجحت في إضافة قيمة لعلامتها التجارية بحيث نشعر بالسعادة عند الشراء منها، حتى وإن كانت سعادة وهمية وقصيرة، فقد أوصلتنا لمرحلة أننا صرنا نشتري القهوة لأجل الكوب الذي عليه علامتها التجارية “البراند” لا القهوة ذاتها.

طرحت استفتاء على حسابي بتويتر قلت فيه: “لماذا تشتري قهوتك من ستاربكس؟ ليش مب من أستاذ القهوة مثلا!” مع العلم أن أستاذ القهوة كافية محلي. كانت النتيجة كالتالي: 39٪ لان مذاق القهوة رائع، 42٪ لانهم ستاربكس وأخيرًا 19٪ لانهم يكتبون الاسم على الكوب. الاستفتاء للتأمل ولمشاهدة التغريدة ( هنا )

 

ALP-costa-3-561x841

الاعلان السابق هو لشركة المقاهي العالمية Costa تقول فيه: “نقضي مزيداً من الوقت في اتقان مهارة تحضير القهوة أكثر من كتابة الأسماء” ياترى مين تقصد؟

في اللحظة الاولى من قراءة الاعلان ضحكت، ثم بعدها فكرت في أنه ياترى هل كانت Costa “تطقطق” على منافسها StarBucks وإلا علينا إحنا؟ الحقيقة تقول: صعبة نتقبل فكرة أننا اصبحنا مجرد مستهلكين للعلامات التجارية المختلفة. أنا أشعر بالاستياء في كل مرة تنطلي فيها علي خدعة تسويقية أو اعلان، فأقوم بشراء شيء لأجل القيمة المعنوية التي فيه، أو أشتري مالا أحتاجه. لذلك نصيحة كل يوم: لا تكن عاطفي. أو حاول على الأقل أن لا تكون كذلك.

الولاء المُطلق، يعني إنعدام الوعي. – جورج أورويل

ختامًا، بما أني من عشاق القهوة، يلفت انتباهي كل شيء يتعلق بها، وقد جاءت فكرة هذه التدوينة من مقطع مترجم في تويتر كان يقول بشكل عام: “أستطعم القهوة، لا شكل الكوب

المقطع في الرابط التالي ( هنا ) .. مشاهدة ممتعة

وبمناسبة قُرب الشتوية: صباحكم قهوة 🙂

٢+٢= ٥ !

٢+٢=٥

 

جاءت فكرة هذه التدوينة عندما وجدت نفسي أُردد بيت شعر لفاروق جويدة قال فيه: “إن سألوكِ كيف مات الحب! قولي جاء في زمنٍ حزين” ولعل كلمة زمن حزين -مع الاسف- أستوقفتني بصفتي باحثة عن عمل، أو عاطلة عن العمل كما يصفها البعض. ربما يأتي يوم أُحصي فيه عدد الرسائل المرسلة الى جهات التوظيف في بريدي الالكتروني.

أشعر بالأسف تجاه الاشخاص الذين يقولون لي الآن: “شفتي مانفعك تخصصك” هم لا يعرفون بأنني لستُ مثل البعض الذين دخلوا هذا القسم لأجل أن يقول عنهم الآخرين “واو” إطلاقا. دخلته مع سبق الإصرار والترصد، رغم أن والدتي -حفظها الله- كانت تتمنى أن أدخل قسم شرعي. سألوني: “هل ندمت على دخولي هذا التخصص؟” وأجبتهم بـ”لا” ومازلت أقول لا.

وأكثر سؤال تردد علي: “هل للقسم مستقبل؟ وأين” أجبتهم وفقَ ما أعرف عن مستقبله مع ايماني التام بأن لو كان تخصصي طب جراحة ولم يكتب لي الله الوظيفة، فلن أتوظف. وإن كنت لغة عربية، انتساب ايضًا، وكتب لي ربي الوظيفة فسأتوظف. لذلك أنا دائما مع فكرة اختيار القسم الذي يناسب ميولك أولا، ثم القسم الذي يلبي النقص الموجود في سوق العمل. وأحيانًا المهارة تغلب التخصص.

بعد تخرجي من الجامعة أكتشفت بأن ٢+٢=٥ وممكن تساوي ٦ لكنها لن تساوي ٤ إلا في كتب الرياضيات، وايضًا عندي أنا، والذين هم مثلي. أنزلت في تويتر استفتاء عن هذا السؤال شارك فيه ٦١ شخص، فكانت النتيجة كالتالي: ٦٩٪ منهم اختاروا الرقم ٤ ، و ٣١٪ اختاروا الرقم ٥ ، سألت نفسي: الـ ٣١٪ ياتُرى عندهم واسطة؟

سأبقى مع القلةِ المؤمنينَ.. بأن السماءَ ستصفو غَدا.. و أنّ الأماني و إن أبطأت.. ستأتي، و لن تخلفَ الموعدا. * Zain | زيـن

صديقة لي كانت تُرسل أوراقها الى جهات معينة بترتيب تسلسلي، ثم تطلب مني أن أفعل مثلها. عندما أخبرت أهلي بهذا التسلسل قالوا لي: “واسطة!” كنت لحظتها لا أعلم، إلا أن صديقتي فيما بعد أخبرتني بأنه فعلا كانت واسطة، لكنها كانت تريد أن أفعل مثلها لعل سيرتي الذاتية تسقط سهوًا بيد مسؤول.

الشيء الذي يجعل الواسطة التي تنقصنا، لا تأكل من قلوبنا، هو اليقين بأن الله إذا أراد شيء فإنما يقول له “كن فيكون”، هذا الايمان يحول دون أن يكون هذا الزمن حزين في أعيننا نحن الباحثين عن عمل.

وإذا العنايـة لاحظتك عيونها.. نم فالمخاوف كلهن أمانُ *علي الفيفي

ختامًا، كنت اقرأ في هذه الليالي المباركة كتاب “مع الله” لعلي بن جابر الفيفي، يتكلم فيه عن بعض أسماء الله الحسنى، انه يشرحها بطريقة تشعرك يقينا بأن أحلامك ستأتي غدًا. وقد افتتح كتابه بقصيدة: “لأنـك الله ….لاخوفُ ولا قلق ، ولا غروب … ولا ليل …ولا شفق”

القصيدة مسموعة: لأنك الله – علي الفيفي

مع خالص أمنياتي بأن ترى أحلامكم النور قريبًا.

 

 

 

أيهما أذكى: البائع أم العميل؟

Seller customeris near (1)

مات البائع!

كان هناك بائعًا لفروخ النخل (النخل الصغير بغرض غرسه)، كان يبيع فحول النخل (وهو الفحل الذي ينتج لقاح النخل ولا ينتج تمرًا) على أنها فروخ نخيل مميزة (مثل السكري والبرحي) وهذا بلا شك غش وخداع حيث أن فرق السعر بينهما كبير جدًا، وعندما سأله أحدهم لماذا تفعل ذلك؟ ألا تخشى أن تُكتشف من قبل المشترين؟ ردّ بالقول: “الفرخ ليبدأ بالإثمار يحتاج إلى خمس سنوات، وعندها إما يكون المشتري قد مات أو الفرخ قد مات (في العادة هناك نسبة من الفروخ تموت قبل الإثمار) أو أكون أنا قد مت”

خالد الراجحي في كتاب قاع الفنجان. لقراءة بعض مواضيع الكتاب اضغط ( هنا )

منذ بدأت مرحلة سعودة المحلات المخصصة بالمكياج والتجميل، والبائعة تصير مثل ظلي، أنا أقدر لها اهتمامها لكنني في الغالب أخبرها بأني أعرف ما أريد، وإذا أحتجت للمساعدة سأطلبها. حدث مرة بعد أن أشتريت منتج حسب نصيحتها، سمعتها وأنا على وشك الخروج تقول لصويحباتها وهي تضحك: “شوفوني خلصت كل اللي دخلوا” الجملة لفتت انتباهي واستفزتني، لأن الفكرة عندهم -غالبا- هي الوصول لعدد معين من المبيعات، وليس بيع المنتج المناسب للشخص المناسب. يتم في المتجر توزيع البائعات على العلامات التجارية الموجودة، فمثلا عندما أقول بأني أريد كريم أساس للبشرة المختلطة وبالمواصفات التالية…، فلن يتم اعطائي الافضل، وانما ستعطيني التي طلبت منها من منتجات العلامة التجارية المسؤولة هي عنها. وهذا أمر بائس، بالنسبة لي على الاقل.

البائع الناجح هو الذي يبيع ليقدم خدمة للعميل وليس للحصول – فقط – على عمولة من شركته.

معظم البائعات لا تعرف التفاصيل الدقيقة لمنتجات العلامة التجارية الخاصة بها، فعندما أقول لها بأني أريد كريم أساس لا يحتوي على زيوت ترد بأنها زيوت طبيعية لا تؤثر، لكنها في الحقيقة تؤثر. العطر يؤثر. ودرجة جفاف الكريم تؤثر ايضًا فالكريم المات (شديد الجفاف) لا يُعطى لذوات البشرة المختلطة، لكنهم يفعلون ذلك.

منذُ تيقنت بأن على البائعة الوصول لعدد نقاط معين، صرت أبحث بنفسي وأحدد ما أريد قبل الذهاب الى السوق، انها الطريقة الأفضل للحفاظ على مالي وللبقاء بدون منتجات مكدسة في الأدراج. لا يحتاج العميل لأكثر من خيبة، خيبة واحدة فقط كفيلة بنزع ثقته، وإظهارك كشركة مخادعة تحب “الفلوس” أكثر من العميل مدى الحياة.

من الخطأ أن يعتقد البائع أنه أذكى من العميل.

يحدث هذا في الصيدليات ايضًا، فقط طرحت استفتاء في تويتر قلت فيه: لما تدخلون للصيدلية وتطلبون على سبيل المثال كريم لترطيب الجسم، إيش الخيارات اللي تُطرح عليكم من الصيدلي، ومساعديه؟ وكانت النتيجة كالتالي: ٤٩٪ طرحت عليهم المنتجات الاغلى ثمنا، ٢ ٪ طُرحت عليهم المنتجات الارخص، اما ٤٩٪ فلم يسبق لهم أن سألوا. كان الاستفتاء بعد خروجي من صيدلية تعتبر من أكبر وأهم الصيدليات لدينا، طرحت عليه السؤال السابق فأعطاني كريم لترطيب الجسم يتجاوز سعره ١٧٠ ريال وحجمه بحدود ٢٠٠ غرام. قلت له بأن ميزانيتي لا تسمح وأرغب بمنتجات أقل سعرًا، لم يطرح علي أي منتج أخر انما أعطاني محاضرة عن البركة الموجودة في الكريم. عنادًا اشتريت كريم من نيفيا حجمه ٥٠٠ غرام وسعره ٢٥ ريال. عندما يُصر البائع/ة على منتج ما، أشعر وكأني أقع في فخ.

تذكرت لحظتها قصة الدكتور خالد الراجحي وعنوانها “مات البائع” ثم سألت نفسي: هل فعلا مات البائع؟ وصار العميل لا يستطيع أن يثق الا بنفسه! فالشركات عندنا لا تهتم الا بموضوع ماقبل البيع، أما مابعد البيع وتجربة العميل فلا تعني لهم أي شيء اطلاقا.

البائع الناجح هو الذي يعي أن صفقة البيع مربحة للطرفين.

سألت في تويتر: أيهما أذكى البائع أم العميل؟ والنتيجة كالتالي: ٨١٪ البائع و ١٩٪ العميل. فسألت نفسي هل هذه النتيجة تُعبر عن شعور العملاء بأن عملياتهم الشرائية كانت مربحة للبائع أكثر!! قالوا: “من الخطأ أن يعتقد البائع أنه أذكى من العميل” وأعتقد أن المشكلة بأن العميل يعتقد بأن البائع أذكى منه. فهو لا يبذل مجهودا في البحث والاطلاع، أو حتى مناقشة البائع قبل اتمام صفقة الشراء.

ختامًا، اتأمل بشكل متكرر المُدونات (البلوقرز) والتي يكون مجال اهتمامها العناية والتجميل، فهي تتحدث عن منتجات العناية والتجميل وتُلحقها ببعض النصائح، فأسال نفسي كيف استطاعت أن تكسب ثقة الالاف من البنات لدرجة أن ينفذ المنتج الذي نصحت به من الصيدلية/المتجر!! انها التجربة. ثم إن احساسنا بأنها أكثر منا اطلاع ومعرفة يدعم ثقتنا بها، وهذا ماينقص بعض البائعات/البائعين في العلامات التجارية المختلفة.

صباح/مساء طيب وقهوة  💜

ثق بي! Trust me

island ballroommartine hotel (1)

 

الثقة ليست شيئا تطلبه، الثقة شيء يجب أن تكتسبه. الثقة ليست شيئا منطوقا، الثقة شعور.

هذه العبارة قالها جيفري جيتومر مختصرًا الكثير من الكلام عن الثقة والتي تعتبر أساس لأغلبية علاقاتنا في الحياة، حتى البسيطة منها. تذكرت لحظتها ابن خالي -رحمه الله- عندما كان عمري أقل من ٧ سنوات، يطلب مني أن أضع قدميّ على راحة يديه ثم يرفعني في الهواء، كل ما أذكره أنني كنت على ثقة بأنه لن يسمح لي بالسقوط. نحن نعرف الثقة منذ صغرنا، ونمارسها. لم نطلبها منهم، بل شعرنا بها.

في رمضان الماضي عندما كنت أذهب الى عنيزة من أجل وظيفتي السابقة، كان الطريق مُرهق، تنام صديقتي، لم أطلب يوما من صديقتي أن تثق بي، لكنها كانت تعلم بأني سأوقظها عندما يصل السائق الى باب بيتها. انها أشياء صغيرة نفعلها تلقائيا كنتيجة حتمية للثقة التي نمنحها للآخرين. فإذا تأملنا مانفعله خلال اليوم فسنجد الثقة متجسدة في هذا أو ذاك.

الجملة الصحيحة ليست ثق بي، بل ثق بنفسك. – جيفري جيتومر

طرحت استفتاء على حسابي بتويتر قلت فيه: هل سبق وأن طلبت من أحد ما أن يثق بك؟ وكانت النتيجة كالتالي: ٦٨ لا ، ٣٢ نعم .. تسألت بيني وبيني، الذين طلبوا من الآخرين أن يثقوا بهم، لماذا طلبوها؟ الأكيد لأنهم لم يشعروا بها، وهذا الشيء بحد ذاته شعور بائس، ومؤسف.

يقول احدهم ساخرًا: كنت أثق بك تمامًا حتى اللحظة التي قلت لي فيها “ثق بي

غالبًا ما تكون “ثق بي” هي نتيجة لإحساسنا بتردد الطرف المقابل، ورغبة منا بكسب ثقته. في الحياة والتجارة والعمل، ثق بنفسك. الثقة لا تُطلب، الثقة تكتسب. أنت لن تحتاج الى معجزة تُكسبك الثقة، تحتاج الى الوقت والصبر والعمل الجاد. كلما زادت لديك المعرفة\المهارة زادت ثقتك بنفسك، بالتالي ثقة الناس بك. لا تطلب من مديرك\عميلك أن يثق بك، بل كن أنت جديرًا بالثقة. إذا أثبت قدرتك على أداء مهامك بنجاح فسيثق بك مديرك. إذا أثبت صحة كلامك عن نتائج المنتج فسيثق بك عميلك …

في بيئة العمل لا يستطيع مديرك ولا زملائك ولا عملائك أن يثقوا بك إن كنت أنت لا تثق بنفسك، ولا بقدراتك. الثقة مُعدية، لن تستطيع أن تُلهم الاخرين الثقة وأنت لا تثق بنفسك ولا بهم. قالها جيفري سابقًا “الثقة شعور” لذلك لا تطلب من أحد الثقة، إنما إجعله يشعر بها.

الثقة بالنفس هي أول اسرار النجاح. – رالف والدو إميرسون

سينصحونك لأجل ثقتك بنفسك ويقولون “عليك بدورات التنمية الذاتية” أما أنا فأقول عليك بنفسك، اقرأ، اكتب، تعلم مهارات جديدة، تعلم لغة اجنبية، تحدث أمام الآخرين، إذهب للمناسبات الكبيرة، جدد علاقاتك. إن بعض دورات التنمية الذاتية تنسى أنك إنسان، فتقول على سبيل المثال “عليك أن تستيقظ كل صباح وأنت مبتسم” فأقول “طيب أنا ضايق صدري وخاطري أعبس كم دقيقة أطلع حرتي!!” ثم بعد ما تطلع، خذ لك نفس عميق، وتمضي الحياة.

ختامًا يا أصدقاء: ثقوا بالله ثم بأنفسكم 🌿

من يتصرف بدافع الخوف يظل خائفًا، ومن يتصرف بدافع الثقة بالنفس يتطور. – روجر فريتس

الخبرة الوظيفية أم الماجستير؟

في الفترة السابـقة قبل ما يقارب الشهرين عشت تحت الضغط، كنت لا أعرف هل يجب عليّ الاستمرار في وظيفتي أم التفرغ للاستعداد لدراسة الماجستير؟ علما بأنه تم قبوليّ في ماجستير إدارة أعمال بشكل مبدئي. كنت مؤمنة بشكل كامل أن الماجستير أهم من كل شيء، وكان الأغلبية من حولي يوافقونني الرأي.

اما عن رأسي فقد كاد ينفجر في اليوم الذي سألني فيها شخص ما السؤال التالي: “هل تعتقدين فعلا أن الماجستير أهم من وظيفتك؟” كنت لحظتها قد أخبرته بأن قبوليّ المبدئي في الماجستير قد تم.

بعد أن أجبتها بنعم قالت: “الماجستير عبارة عن معرفة لكن هل يوجد رب عمل يُفضل توظيف شخص لدية معرفة على شخص يمتلك الخبرة؟” ثم بدأت مرحلة البحث عن الإجابة، وبمعنى أخر مرحلة الصداع.
قبل الإجابة على السؤال السابق يجب علينا معرفة أهدافنا المستقبلية هل هي وظيفة أم مشروع خاص أم أكاديمي (أستاذ في الجامعة مثلا) أم .. الخ. أضف الى ذلك أن التخصص يُحدث فرقا في الإجابة.

ثم بعدها إسأل نفسك هل أنت فعلا مستعد لدراسة الماجستير في حال كان يتطلب لغة أجنبية؟ هل لديك المهارة الكافية؟
بعد أن دخلت لمرحلة الصداع، عرفت أن الشركات حاليا لا تُفضل أبدا حديثي التخرج لأنها سوف تبذل جهدها في التدريب، أما أصحاب الخبرة فمعهم أغلب المهارات اللازمة لإتمام المهام المطلوبة. فحصولك على وظيفة تُضيف لك خبرة -في ظل وجود شُح في الوظائف الشاغرة- هي بمثابة كنز تمسّك به كما لو لم يكن في الدنيا غيرها.

أما حديثي التخرج من أصحاب الماجستير الذين لا يمتلكون الخبرة العملية فلا يحرص عليهم الا أصحاب المجالات الأكاديمية كالجامعات مثلا. هم لديهم معرفة يُشاد بها لكنها تبقى معرفة محصورة في نطاق عقله لم يتم تطبيقها على أرض الواقع. في الوقت الذي تتطلب فيه الوظائف -التي نطمح اليها- وجود خبرة.

سألت رجال الأعمال ومُديري الموارد البشرية في تويتر السؤال التالي:

عندما يتقدم كلا الأثنين لوظيفة شـاغرة عندك، فأيهما تقبل؟

– ماجستير بدون خبرة

– بكالوريوس مع خبرة

فكانت النتيجة كالتالي:

٨٣٪‏ يُفضلون البكالوريوس مع الخبرة

١٧٪‏ فقط أختاروا الماجستير بدون خبرة

كانت النتيجة كفيلة بتغير رأيي خاصة وأن تخصص (إدارة أعمال) يتطلب وجود مهارات عالية. ثم إن مواقع التعليم الذاتي موجودة مما يعني أنه في حال اختياري البقاء في الوظيفة الحالية فعملية التعلم لا تتوقف.

إذا يبقى السؤال: إذا كانت الخبرة أهم من الماجستير، فمتى نأخذ الماجستير؟

اتفقت الشركات على أن اقل خبرة معتمدة هي من سنة الى سنتين. بأفتراض أن أول ستة أشهر من الوظيفة ستكون عبارة عن الفترة التجريبية وفترة التدريب، ثم ثاني ستة أشهر هي بداية الممارسة، وبالتالي الخبرة التي تكون أقل من سنة هي خبرة غالبا غير معتمدة. ولأجل ذلك فالماجستير بعد سنة الى سنتين من الخبرة يكون أفضل. بحيث نكون بعد التخرج من الماجستير قد جمعنا الاثنين: مؤهل وخبرة عملية.

قبل إتخاذ القرار: إن تخصصك في البكالوريوس يساعدك قي تحديد أيهما تأخُذ أولا الخبرة أم الماجستير، وأضف الى ذلك طبيعة الأهداف التي تسعى اليها.

ختاما هي كما قال غازي القصيبي:

المجدُ للسّاعين، لا للخاملين القُنع ✨

حيلة تسويقية | سر المرأة!

المسوقين لا يبيعون للناس احتياجاتهم (الماديّة) فقط ولكن يبيعون ما يريد الناس أن يشعروا به أيضاً، لو يبيع المسوقون احتياجات ماديّة فقط فسيُفلس نصف العالم.

كنتُ في أحـد الأيام على برنامج السناب شات، وقد لفت أنتباهيّ ماكتبتهُ غادة العودة عن أحد بائعي العلامات التجارية الكبيرة. فعندما كانت غادة في زيارة لهم قال لها البـائع مستخدما التسويق بالمشـاعر: “محد بيهديك بدون مقابل. كل أحد بيهديك بيكون يبي مقابل لهديته الا شخص واحد بيهديك فقط عشان تكونين سعيدة. ثم أشر على المرايهوكانت غادة هي الظاهرة في المرأة.

أما ردة فعل غادة فقد أشترت لنفسها هدية وغلفتها. الحقيقة أن البائع هُنا كان ذكي لدرجة أن يلعب على وتـر حساس عند المرأة يتمثل في (أنا أستاهل) ولو أني كنتُ مكان غادة فلا أستطيع أن أجزم بأني سأقوم بردة فعل مُضادة.

نحنُ نحب أنفسنا، ونحب أن نكافئها على كل الأيام التي أستطاعت فيها أن تقف وكأن شيء ما لم يحدث. رغم كل ماحدث. نحب قلوبنـا بعدد المرات التي سقطت فيها أرضًا ولم يدرك أحد ذلك. لأننا نحب أنفسنا، فنحن نحاول بكل ما أوتينا من صبـر أن نمنحها لحظـة تطيرُ فيها دون أن تأبه بأحـد.

عملية البيع والشراء هي نوع من تبادل العواطف، عندما أشتري شيئاً يجب أن أسأل نفسي، ما الذي سوف أشعر به عندما أشتريه؟ ثم بعد ذلك يأتي الجزء المنطقي ماذا سيكلفني؟ كم يساوي؟ ماذا سيعطيني؟ وماذا سيفعل لي؟ وهذا يحدث بداخلك بسرعة جداً، لذلك الشخص وهو يبيع فقط للأحاسيس يريد أن يتحكم فيك. فيجب أن تدخل على الجزء التحليلي – الجزء المنطقي – ومن هنا تستطيع أن تقرر بموضوعية، يجب أن توفّق بين التحليل المنطقي واحتياجاتك النفسية وذلك لكيلا تنخدع في المنتج الذي تريد شراءه.

اننا نحن معشـر النساء يوجد لدينا العديد من نقاط الضعف التي يستطيع أي بائـع استغلالها، وهي تتمحور حول العواطف والأحاسيس. ويحاول البائع أن يركز وبشكل سريع على العاطفة مشجعا إياك على إتخاذ قرار الشراء قبل أن يتدخل الجزء المنطقي في قرارك. وعلى البائـع أن يكون ذكي لدرجة تمكنهُ من التمييز بين أصناف النساء عند التسويق لسلعته. أن يُميز -على سبيل المثال لا الحصر- بين من تشتري لأجل (أنا أستاهل) وبين من تشتري لأجل أن السلعة (بتلبئلك)!!

أما البائع الذي يستخـدم النوع الثاني من الأسلوب الرخيص فإنني في كل مرة أسمع هذه الكلمة أو ما شابههـا أُصاب بشيء يشبه (حومة التسبد)، ثم قبل أن أخرج من المحل أستعيذُ بالله ثلاثا من أن يأتي يوم أدعوا فيه على مسلم. ربما ترى أن رد فعلي مبالغ فيها، الا أنني هكـذا على الحقيقة، ولا أذكر عدد المرات التي خرجتُ فيها من المحل فقط عنادا للبائع!

أما عن النوع الأول فهو مثل ماحدث مع غـادة. لم يكن البائع في ذلك الموقف تحديدًا يُجسد لنا درس في الذرابة، الأسلوب المهذب، والحكمة فقط، بل كان يُمارس وظيفته والتي تتمثل في بيع السلع الموجودة بالطريقة التي تتوافق مع العميل وتضمن عدم مغادرته للمكان خالي اليـد. هل سمعت من قبل بشيء أسمهُ “التسويق الوردي“!! أنه نوع من أنواع التسويق والموجة من أو إلى المرأة.

أما عن صاحب كتاب أسرار التسويق بالمديح فيقول:

التسويق بالكلمة هو أقوى أنواع التسويق وأكثرها إقناعا وتأثيرا، وفوق كل ذلك، لا يكلفك أي شيء. ومثلما أنت واثق أن الشمس لا تشرق ليلا، فالتسويق لا يقف عند حدود الدعاية والبيع والترويج، بل إن التسويق يدور حول خلق حالة ذهنية لدى العميل المحتمل، وانتشار السمعة الطيبة للمنتج/الخدمة يخلق هذه الحالة.

ثم يقول مختصرا:

المطلوب منك هو مساعدة الزبائن على اتخاذ القرار بالشراء، وأن تقلل الزمن اللازم لهم لاتخاذ هذا القرار.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كم عدد المرات التي أتخذنا فيها قرار شراء سلعة ما لأننا فعلا نحتاجُ اليها! بل كم عدد المرات التي أشترينا فيها بسبب تأثيـر بائع!! فإن كانت إجابتك على الشطر الثاني أعلى قيمة عددية من الشطر الأول فأنتِ فعلا في ورطـة.

فكرة تستحق التقدير (ج)!

لا تأتي الثقة بالنفس من خلال كونك دوماً على حق، بل من خلال كونك غير خائف من أن تكون على خطأ.
– بيتر تي مكينتير

 

*صـباح/مسـاء طيبا لكل الذين أقسموا بأن يكونوا أكبر من أحلامهِم، عندما ضجت صدورهم بالأحلام الكبيرة.

لقد كانت السـاعة السادسة صباحا -سابقا- مُرتبطة بالجامعة، والأيام الجميلة. جميلة رغم كل التجارب التي ماحسبتُ يومها أني سأتجاوزها تماما. أن كل تجربة سيئة تمر بها ستكون بشكل أو بأخر وسيلة لـ صقل شخصيتك، وتقوية قلبك لمواجهة كل العقبات القادمة بأقل الخسائر. فكما قالوا: “تولد الخبرة من رحم التجربة”

كما أنه يجيب علينا أن لا ننسى خلال مسيرتنا في هذه الحياة أن التوكل على الله، ومايصاحبهُ من رضا بالقضاء والقدر هو من أهم أسباب أستمرارك في هذه الحياة وأنت تقف على قدميك، تقفُ بـقوة. لا تنتظـر من أحد أن يحنـو عليك ويمد لك يدهُ لتحقق من خلالهِ طموحك وأحلامك, انما أنتظر كل الأشياء الجِـميلة من الله, وحده الله قـادرعلى جعل أحلامنا المؤجلة حقيقة. وليكن – حديثُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صديقك الأول.

عَنْ عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ : كُنتُ خَلفَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال : ” يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكُ كَلماتٍ : احفَظِ الله يَحْفَظْكَ ، احفَظِ الله تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سَأَلْت فاسألِ الله ، وإذا استَعنْتَ فاستَعِنْ باللهِ ، واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أنْ ينفعوك بشيءٍ ، لم ينفعوك إلاَّ بشيءٍ قد كَتَبَهُ الله لكَ ، وإنِ اجتمعوا على أنْ يَضرُّوكَ بشيءٍ ، لم يضرُّوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبهُ الله عليكَ ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفُ “
[ رواه الترمذيُّ وقال : حديثٌ حسنَ صَحيحٌ ]

 

قبل عام من الآن 2 / 1436 هـ| الليل يمضي والساعة تُشير الى الرابعة فجرا، وأنا والأصدقاء كنّا ننتقل من ملف لآخر كل هذا لأجلِ انهاء المشروع قبل موعد مناقشته والذي تحدد في الساعة 10 صباحا.. أتذكر وكأنه حدثَ اليوم، فـ مُقابل كل الجهد المبذول والسهر كانت ضحكة من دكتورة المادة مع طلب إعادة المشروع من نقطة البداية. ولن أتحدث عن نوبة الضحك التي أصابتنا من الصدمة.

لا أذكر الا أني بعد أن استقبلت هذه الصدمة أتخذت فقط قرارًا واحدًا: النوم بـسلام. كان يجيب عليّ أن أتصالح مع هذا اليوم البائس، فـ “أمرُ المؤمن كله خير”. وقد كانَ -بعد التوكل على الله- الطالب سميث مُحفز للصلح.

فـ في زمن الطرود، والرسائل التي تصل بعد أسابيع من ارسالها.. كان في أحدى جامعات العالم مقرر لمادة الاقتصاد، طلب فيها أستاذ المادة من كل طالب تقديم مشروع، كان الطالب سميث من بينهم قد أختار فكرة التوصيل في يوم واحد.
بعد تقديم بحثه كانت النتيجة التي تستحقها فكرة سميث هي (ج)! عندما استفسر سميث من دكتور المادة كان جوابهُ:
“الفكرة مثيرة للأهتمام، لكن من أجل أن أعطيك تقديرًا أعلى من (ج) كان يجيب عليك أن تضع فكرة قابلة للتطبيق”
الآن فكرة سميث التي تستحق التقدير (ج) هي الشركة العالمية للتوصيل السريع فيدكس. أما سميث فهو المؤسس والمدير التنفيذي للشركـة. لذلك نقول دائما : عندما تؤمن بأفكارك فـ لن يكون تقدير (ج) عائق لها.

كما وأرجوا الله أن ينولكَم مُرادكم ويكتب لكم خير الأمور كلها.

الاهم هو ان تعرف ماذا تريد بالضبط. – إيرل نايتنجيل

رولكس Rolex | المنظمة الغير هادفة للربح!

Rolex_logo_svg

رولكس الاسمُ الذي أرتبط في أذهاننا منذُ نعومة أظافرنا بالعوائل الثَرية، والشخصيات المرموقة. ليس كل أحد يستطيع أن يمتلك سلعة واحدة منها باعتبار أن اسعارها تهزُ ميزانية الطبقة المتوسطة وهي التي تعتبر طبقة قادرة ماديا على تكاليف الحياة. حتى أنه قبلَ فترة كانوا يتحدثون عن سَيدة ما فقالوا: ” يوم الدنيا دنيا كانت لابسة رولكس.. يوم الناس ما تطولها” رغم أني أرفض فكرة التصنيف للآخرين بناء على أشياء مادية الا أنني أصفق وبشدة للمؤسسة التي استطاعت أن تكون رمز قوي ومؤثر. فهي تُعتبر أول شركة تحصل على شهادة اعتماد لتصنيع الآت دقيقة لضبط الوقت.

أعتقد أنني ليلة أمس قد جلتُ بيتنا كله، وهذا من تأثير المعلومة الجديدة الخاصة بـرولكس التي وبالصُدفة قرأتها، فكلما رأيت أحد أفراد العائلة أقول: “ما دريت عن رولكس!” لم أكن اتصور يوما أن تكون العلامة التجارية الأكثر نفوذا في العالم في مجال صناعة الساعات هي بالأصل: (منظمة غير هَادفة للربح) وبالإنجليزية تسمى: ( Non-profit organization) وتعريف المنظمات الغير هادفة للربح ببساطة:

هي الجمعيات الخيرية أو المؤسسات الاجتماعية التي تهدف لإنتاج فائض مالي فقط للمساعدة في تقديم تبرعاتٍ لقضايا جديرة بالاهتمام.

ولأن عائدات شركة رولكس كانت عالية منذُ فترة طويلة، فعندما أنتشر بين الناس أن رولكس منظمة غير ربحية تساءل الأغلبية: إن كان لا أحد يستخدم هذهِ الأموال, فكم عدد المليارات المكنوزة على مر السنين؟ هذا لغز. فتطوير الشركة ودفع رواتب الموظفين وصناعة المزيد من الساعات لا يُمكن أن يكلف كل هذ المليارات! حتى أنهم يصنعون في اليوم الواحد حاليًا 2000 ساعة، ومع ذلك يبقى السؤال: أين تذهب بقية الأموال إن كان المؤسس لـرولكس لا ينتفعُ منها؟

نص المعلومة يقول:

ساعات رولكس، ربما تكون الأكثر فخامة والأعلى سعرًا. المدهش أنها تدار عن طريق مؤسسة غير هادفة للربح، والأرباح تذهب لتطوير الشركة ورواتب الموظفين والأعمال الخيرية. فهى تربح أكثر من 4 مليارات دولار سنويًا لا تذهب لأحد بل يُعاد تدويرها في مشاريع خيرية كالإنفاق على التعليم أو مشاريع بحثية أو لتطوير (رولكس) نفسها. المؤسس (هانس ويلزدورف) حرص من بداية تأسيس رولكس أن يذهب جزء من الأرباح إلى الأعمال الخيرية، والآن (رولكس) مملوكة بالكامل لمؤسسة غير هادفة للربح تحمل اسمه.

فهي مؤسسة لا تدفع الضرائب لأنها تصنف مثل الجمعيات الخيرية. ونظرًا لذلك يقول يوسف محمد:

هي منظمة غير ربحية، لذلك يجدر الاعتماد على جودتها لأن هدفها ليس مجرد تحقيق أرباح.

 ويقول Jordan Ficklin في مقال Not for Profit Rolex :

Rolex is a good company and I owe them for helping me get a good start in my career but they aren’t quite a non-profit organization. They contribute liberally to charities around the world while still turning a profit and growing their business. Their unique situation allows them to weather storms and keeps them from being bought or sold. Rolex will be around for many more years doing good and making excellent watches.
رولكس شركة جيدة وأنا ممنون لهم لمساعدتهم لي في بداية وظيفتي لكنها ليست شركة غير ربحية تماماً. فهم يتبرعون بكرم للجمعيات الخيرية حول العالم بينما في نفس الوقت يجنون أرباحاً وينمون تجارتهم, فالوضع الفريد للشركة يسمح لهم بمواجهة الصعوبات و الحفاظ عليها من الشراء او البيع, ستبقى رولكس لسنوات عديدة تعمل صالحاً و تنتج ساعات ممتازة.

إضافة الى تبرعهم للجمعيات الخيرية فقد عُرفت رولكس بأنها داعمة لجميع مدارس تصنيع الساعات.

وفي هذا الإطار رفض المتحدث الرسمي لشركة رولكس الحديث عن ما يثبت أن مؤسسة ويلزدروف تقوم بتبرعات خيرية. مما أثار الشكوك حول حقيقة (الخيرية) التي تقوم بها رولكس، هل هي حقيقة أم تهرب من الضرائب؟ هل يستفيد أبناء المؤسس منها من خلال تسديد ديونهم أم لا؟ والكثير من الأسئلة التي لا يستطيعون الحصول على إجابة شافية لها نظرًا لأن القانون السويسري لا يلزم الشركة التي تُسجل غير ربحية بالتصريح عن أي معلومة عن أعمالها الخيرية ولا حتى أرباحها السنوية.

يقول  Jordan Ficklin :

ليس لدينا أي طريقة لمعرفة أرباح الشركة و كم من المال يتم التصدق به, و لكن هناك شيء واحد مؤكد وهو أن الأموال الائتمانية ضخمة جداً! يقول رومور الرت أن شخصاً يعمل لدى رولكس أخبره أن الموارد المالية كبير لدرجة أن رولكس يمكنها الاستمرار في انتاج الساعات لعدة سنوات بنفس المعدل الحالي و دفع رواتب جميع موظفيها من الموارد المالية في نفس الوقت من غير الحاجة لبيع ساعة واحدة!

رغم ذلك فإن الحقيقة الوحيدة هي أن رولكس فعلا  تصنف كمنظمة غير هادفة للربح، والخِلاف يبقى في: لماذا أصبحت خيرية؟ هل هي خيرية 100%؟

ختامًا: ان ارتباط اسم رولكس بالأعمال الخيرية يُساهم في رفع سمعة الشركة لدى المجتمع وبالتالي زيادة أرباحها على المدى الطويل.

ونصيحة هذا اليوم: أن هذهِ السمعة التي حظيت بها رولكس لا تعني عدم وجود منتجات بديلة بأسعار معقولة. ولذلك دائمًا وابدًا لا تُحمل نفسك مالا طاقة لها به.

طابت أوقاتكَم يا أصدقاء 🙂

حيلة تسويقية | مخَرج EXIT HERE ✨

مخرج
في 9 شوال | 25 يوليو من هذا العام كانت صديقتي ميسم في ولاية تنسي، وتحديدًا في مدينة ألعاب، نهاية الرحلة وعند البحثِ عن مخرج وجدوه ولكن كان يتطلب منهم مسبقًا أن يمروا من خلال مركز تسوق، والأدهى أن هذا المركز (مسوي تخفيضات) مُمكن صدفة، وممكن أنه طوال السنة (عاملها)!
ولأننا عرفنا التسويق -في الجامعة- ما كان نصيبُ المركز من صديقتي سوى صورة حصرية لمدونتي.
مما سبق نلاحظ أن تحقيق الأرباح لا يتطلب منهم أكثرَ من فكرة ذكية، و أفراد غير واعين تجاه حيل التسويق.
أقولهَا بصراحة: قبل دخولي للجامعة كنتُ أعيش مرحلة اللاوعي تجاه ما يحدث حولي. اضافة الى أن الأسئلة لم تكن تتراود على ذهني مثلما يحدث الآن. قالوا لي: “بعد ما دخلتي للجامعة صرتي مثل العجوز النقادة
والحقيقة أن ما يحدثُ الآن فعلا يستحق السؤال و “النقادة”. فمثلاً (السوبر ماركت) أحب الأماكن الى قلوبنا.. هل سَبق وتسألتم لماذا لا يكون الخبز والحليب في واجهة المحل؟ ولماذا تحديدًا ثلاجة (آيسكريم جَالكسي وأصدقائها) بجانب كل صندوق محاسبة؟ أن هذا النوع من الحيل يدفعك للمرور أولاً بالحلويات ثم بعدها تصل الى ركن حاجيات المنزل الأساسية. عوضا عن أنه عند المُحاسب ستجد منتجات ثمنهَا قليل يدفعك لإضافة حبة واحدة لـ سلتك دون أدنى إحساس بالذنب. ولا ننسى سؤال: لماذا يكون المخبز ظاهر علنًا للعميل؟ طبعًا لأجل الرائحة الجَميلة التي يُضفيها الخبز الطازج على المكان، الأمر الذي يدفعك لشراء الخبز طازجا اضافة الى ٢ توست التي أنت في الأصل أتيت لشرائها هي وحدها.
ويبقى السؤال الأهم: لماذا يُسمح لك بشرب الماء أثناء التسوق، ومن ثم تُحاسب العلب وهي فارغة! لأجلِ أن لا يمنعك أي عائق من اكمال تسوقك، فأنت بطبيعة الحال تستطيع شرب العصير وتناول (تصبيرة) ايضًا.
ويظهر لنا من أخر سؤال وكأنهم -السوبر ماركت- يهمتونَ بنا بشكل جيد. والحقيقة أنهم يهتمونَ بـ ربحهم أكثر.
أن التسويق هوَ الوسيلة الاولى الغير ظاهرة علنًا والتي بوسعها أن تجعلك تشتري أشياء لا حاجة فعلية لها. التسويق جعلَ من الكماليات ضروريات وبالتالي ارتفاع معدل الانفاق السنوي للفرد.
أما عن التخفيضات والتي يخفق لها القلب لا شعوريًا فيقول عنها بن بخيت باعتبارها أحد أنواع الاعلانات: “هي الذكاء القائم على الغباء” فالأصل أن التخفيضات تُعيد السلعة الى سعر ما يقارب سعر تكلفتها الأصلية و يزيد عنه. ويتحدث بن بخيت هنا بشيء من التفصيل:
لماذا اطلق على هذا النوع من الإعلان الذكاء القائم على الغباء. بعض السيدات يعتقدن انهن عبقريات فينتظرن التخفيضات أو يسألن البائع فيسر لهن بالموعد كأنه متواطئ معهن. انتظر حتى يأتي الموسم فتهجم على المحل وتشتري الشنطة أم خمسين ألفاً بعشرة آلاف. تعود إلى البيت تتباهى بذكائها أمام زوجها وبشنطتها الثمينة عند صديقاتها. لا تعلم أن الخدعة مفصلة عليها لا على الخبلة التي اشترت بخمسين ألفاً.
والمقصد هُنا هوَ انهم ما جعلوا الحقيبة بخمسين الف الا لتكون العشرة الالاف خارقة في عيوننا.