هل أثرت الموضة على عاطفة المُستهلك؟

Fashions fade, style is eternal

 

“مفهوم الموضة يتجسد في أنك تستطيع إلقاء الاشياء ليس لانها غير قابلة للاستخدام، بل لانها فقدت قيمتها الاجتماعية” ـ جوليت سكور

لقد تكاثرت الاسئلة في رأسي حول الموضة منذ اللحظة التي قرأت فيها سؤال لشخص يهتم بـ”التجرد” وبمعنى آخر يهتم بفكرة التخلي عن الأشياء مثل الملابس الزائدة، وضرورة أن تكون مستعدًا لهذا التخلي. يقول في سؤاله: هل بدأ الناس يدركون انه ربما تم خداعهم؟

إن الاجابة على هذا السؤال تحتاج إدراك كامل. المشكلة الاولى مثلا الالوان، الاشكال، وحتى الطريقة التي نلبس فيها، كلها أشياء خاضعة لسيطرة الموضة. ربما نعتقد ولوهلة ما بأننا لم نتأثر بالموضة، ونجد أنفسنا صدفة نرتدي اللون الاصفر، الذي كان هو “الهبة” السابقة، واشتريناه لا لأنه الموضة، ولا لأنه يناسب لون بشراتنا، وانما لأننا رأيناه بشكل متكرر، مما أدى الى اقناعنا به، فنحن تزيد ثقتنا بالشيء، كلما زاد اعتقادنا بأنه اكثر شعبية. ومع ذلك فعندما سألت في حسابي بتويتر عن هل أنتم تتأثرون بالموضة؟ الاغلبية أجابت بـ”لا”، وأجابوا بـ”لا” ايضا عندما سألت عن تأثير الموضة السلبي على معدل انفاقك السنوي! داماسيو يقول: “نحن أكثر عرضة للتأثر فقط عندما نكون مدركين على نحو مبهم غير واضح أن عواطفنا يتم التأثير عليها، ويزداد تعرضنا للتأثر عندما لا يكون لدينا أي فكرة أن تأثيرًا ما يُمارس على عواطفنا.” لذلك فإننا بزيادة وعينا وانتباهنا لكل الاشياء التي يمكن أن تؤثر علينا، نستطيع أن نقلل من احتمالية تأثيرها علينا.

إن افضل لون في العالم كله هو الذي يبدو جيدًا عليك. ـ كوكو شانيل

المشكلة الثانية التي نواجهها في محاولة فهم الوعي حسب رأي روبرت هيث هي أنه بمجرد أن تسأل شخصًا ما عما يُفكر فيه، يمكنك تغيير مايُفكر فيه. وأقول أنا: عند السؤال كأننا نلفت انتباه الشخص لشيء ما، لم يسبق له أن فكر فيه.

الآن وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، اصبح الجميع يتحدث الموضة، فنحن معرضون للموضة ومحاطون بها بإستمرار، وهي متغيرة بشكل مستمر، مما يشكل ضغط هائل على أنفسنا، فعند ارتدائك لقطعة من موضة العام الماضي، فإحتمالية أن يخبرك شخص ما بأن هذه “الهبة” انتهت قد ارتفعت، مع الاسف.

الموضة السريعة مصطلح معاصر يستخدم في تجارة التجزئة للأزياء للتعبير عن التصاميم التي تنتقل من منصة عرض الأزياء مباشرة لتواكب اتجاهات الموضة الحالية. وتعتمد مجموعات أزياء الموضة السريعة على أحدث صيحات الموضة المعروضة في أسبوع الموضة في كل من موسمي الربيع والخريف من كل عام. تركز الموضة السريعة على تحسين جوانب معينة من توريد هذه الصيحات بحيث يتم تصميمها وتصنيعها بسرعة وبتكلفة زهيدة تسمح للمستهلك العادي بشراء آخر صيحات الموضة بأقل سعر.

الآن لم تعد الموضة حكرًا للدور العالمية، شانيل مثلا. فسياسة الموضة السريعة التي تبنتها علامات تجارية متوسطة مثل زارا، جعلت الموضة العالمية متاحة في أيدي الجميع وبأسعار متفاوتة، وحسب وصفهم بهذه الطريقة اصبح الترف سهل المنال. وبالتالي زيادة معدل استهلاك الفرد السنوي للأزياء. لانها  -هذه الموضة- بكل مره تشعرك بأن خزانة ملابسك اصبحت “دقة قديمة” ومهما بلغ الانسان من القوة، ووضع بينه وبين المؤثرات الخارجية حواجز، فإن الموضة اشبه ماتكون بالاعلانات، لها تأثيرها الخفي نظرًا لكثرة تعرضنا لها.

المهتمين بالبيئة مثلا يعارضون “الموضة” لكونها السبب الثاني لتلوث الكرة الأرضية بعد النفط، بسبب الكم الهائل من الملابس التي تضطر الشركات للتخلص منها، بالحرق غالبًا. والكم الهائل من الملابس التي يرميها المستهلك في القمامة، إن لم يعطها لأشخاص يحتاجونها.

“في قرارة أنفسنا نحن لا نريد شراء المزيد من الأشياء الجيدة، نريد ماسوف تجلبهُ لنا. أنه الشعور بالكمال، والرضا” ـ د. ريك هنسون – طب نفسي

لستُ معارضة بشكل كامل للموضة، ولكن أُعارض الانسياق ورى هذه الموجة بدون وعي وتفكير. على سبيل المثال: انتشرت في السنوات الاخيرة موضة لا يحضرني اسمها، عبارة عن الطريقة التي تستطيع المرأة من خلالها أن تلبس العديد من المجوهرات في مناسبة واحدة، العديد من الاساور في يد واحدة، لن أقول بأني أرى هذه الموضة مبتذلة قليلا إن اُستخدمت بإفراط، لكن سأقول كما قالت كوكو شانيل مرة: “لم يتم صنع المجوهرات لإعطاء المرأة هالة من الثروة، انما لجعلها جميلة” والجمال نسبي.

قبل الختام: هل أثرت الموضة فعلا على عاطفة المُستهلك؟

ختامًا:

الموضة تتلاشى، والاناقة أبدية. ـ ايف سان لوران

أوقات طيبة ..

هامش:

كتاب “إغواء العقل الباطن: سيكولوجية التأثير العاطفي في الدعاية والإعلان” مدرسة في الاعلانات وتأثيرها، في حال رغبتم بالقراءة، رابط التحميل من مكتبة هنداوي: هنا

الإعلان

مستحضرات التجميل: هل علي أن أبدو كشخص آخر؟

 

اناقة القلب

في فترة ما، انجرفت ورى اعلانات مستحضرات التجميل، واصبح لدي العديد والعديد من المنتجات التي استخدمها والتي لا استخدمها وانما اشتريتها لاني شعرت بأنه يجب علي ذلك. قبل سنة من الآن بدأتُ السعي للتقليل، وقبل أن اتخلص من الكم الهائل الذي لدي، كانت تراودني اسئلة مثل: “لماذا علي أن أسعى للكمال؟” و “لماذا علي أن أبدو كشخص آخر أشد نحافة وأوسع عينًا وأطول انفا و.. و.. و” وكان أكثر مايثير استغرابي هو الاستخدام الزائد لـ “الكنتور” والذي تقول اعلاناته بأنه يسعى لاخفاء عيوب الوجه وابراز جماله، لكنه في الحقيقة وعند استخدامه يستطيع أن يظهرك كشخص آخر. صديقة لي، في ليلة زواجها وبعد أن أزالت مكياج وجهها، قال لها زوجها: “اللحين صرتي أنتِ” تقول بأنها شعرت بالسوء لانها أفرطت لهذه الدرجة. أنا حاليًا لدي فقط مايقارب 12 منتج، انها الطمأنينة التي يصل اليها المرء بعدما يصل الى قناعة بأنه ليس عليه أن يبدو كشخص آخر، ولا كشخص كامل، كن أنت.

بعض الأشياء تبدو هامة بنظر الناس و السبب أن المجتمع والمؤسسسات التربوية وأصحاب شركات الاعلان قد غسلوا أدمغة هؤلاء الناس ليجعلوهم يؤمنون بأن هذه الأشياء مهمة .. لو أمعنا النظر لوجدنا أن لا علاقة البتة لهذه الأشياء بالعيش في نمط حياة سعيد و صحي.

– ايرني زيلنسكي

الهدف الاول من اعلانات مستحضرات التجميل ليس شراء المرأة للمنتج، فـ بمجرد مشاهدتها للإعلان ستتكون لديها تلقائيا احتمالية الشراء، فـ الهدف الاول هو احساس المرأة بوجود مشكلة/حاجة، ولذلك دائما ماتكون عارضات اعلانات التجميل بمواصفات خاصة لخلق احتياج مُلح لهذا المنتج. فمجرد خلق هذا الاحتياج يضمن لهم استمرار المرأة بشراء هذا المنتج. إن هذه الاعلانات تخلق شعور سيء في المرأة لانها تُظهر لها أوجه القصور في مظهرها، أو ما أردوا لنا أن نراهُ قصورا.

الاعلان الحديث يسعى لخلق احتياجات وليس الى تحقيقها.

– كريستوفر لاش

اعلانات مستحضرات التجميل الآن حولت جميع المنتجات الى منتجات أساسية، رغم أنها ليس كذلك، لكن كثرة تكرار هذا الاعلانات جعلت كل هذه المنتجات بتعدد استخداماتها ضرورية لكل امرأة لانها تحل لها جميع المشاكل الناشئة من التعرض المستمر للاعلانات.

وحتى لا نظلم هذه المستحضرات الجديدة، فبعضها أنقذنا فعلا، مثلا “cc\bb creem” يقدم لك تغطية خفيفة، وهذا خيار جيد بالنسبة للذين يفضلون دائما الظهور بمظهر بسيط ولطيف. لذلك على المرأة أن تنتقي احتياجها بذكاء، وبعيدا عن العاطفة قدر المستطاع.

القوة المميزة لصناعة الاعلان، تكمن في قدرتها على تحويل الاشياء العادية، الى أشياء مرغوبة.

ـ ديبرا ترامبي

في التدوينة السابقة تحدثنا عن سؤال “هل رسمت الاعلانات صورة نمطية للمرأة؟” فـ تقول مسؤولة في وكالة دعاية وإعلان: “نقضي 6 ساعات لتنقيح فديو من 90 ثانية” إن كلمة فوتوشوب ليست مُزحة تطلق على أي شيء نراهُ غير واقعي، إنها واقع بحد ذاته، فالصور التي نراها لا تشبه الصور التي التقطتها الكاميرا، ولذلك جاء سؤال آخر: “ما الذي يتم فعله في الصور من التقاطة الكاميرا والى وقت عرضها على الجمهور؟” حتى أن فوتوشوب بحد ذاتها تركز في تقديم نفسها على الطريقة التي تستطيع من خلالها جعلك تبدو كشخص مثالي. لقراءة التدوينة السابقة (هنا)

إن المشكلة الاساسية في هذه الاعلانات هي ربطها الكمال في المظهر بالعلاقات الانسانية، كأن تقوم بإيصال رسالة بأن الحصول على شريك حياة أو حُب يرتبط بالمظهر الخارجي، وهذه فكرة مغلوطة، فحتى جمال المظهر الخارجي نسبي، بمعنى تختلف رؤية الناس له، وتقديرهم اياه. نعم على المرأة أن تكون مهندمة وأن ترُاعي ذلك، ولكن ليس عليها أن تتكلف مالا تُطيق. يقول الشاعر لينسف جميع الافكار التي ترسلها الاعلانات الينا بطريقة غير مباشرة:

وما الحب عن حسن ولا عن ملاحة.. ولكنه شيء به الروح تُكلفُ

اما مصطفى صادق الرافعي يقول عن سمو الحب في كتابه وحي القلم:

ولو أحببت الأنثى لوجدتك في كل أنثى، ولكني أحب ما فيك أنت بخاصتك، وهو الذي لا أعرفه ولا أنت تعرفينه، هو معناك يا سلامة لا شخصك.

أوقات طيبة ..

هل رسمت الاعلانات صورة نمطية للمرأة؟

ModernDanceShowcase (1)

لقد ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص على اغراقنا بالاعلانات، التي تخلق نمط حياة محدد، مثالي نوعا ما، وتُقنعنا بإمكانية تحقيقه، هذه الصورة تؤدي بدورها الى تقليل احترامك لذاتك، وبالتالي انفاق المزيد من الأموال من أجل الوصول الى الصورة النمطية التي تعتقد أنت وبشكل خاطئ أنها الصورة الصحيحة.

لذلك من الضروري أن نسأل أنفسنا: هل تُصنف الاعلانات “عُنف ضد المرأة“؟ من خلال ترويجها لبعض الافكار مثل النحافة ومعايير الجمال المثالية، وذلك في الافلام، المسلسلات، الاعلانات القصيرة، الفاشنستا، المشاهير..

الاعلانات لا تروج لمنتجات وخدمات فقط، بل تروج كذلك لقيم وصور ومفاهيم عن الحب والحياة والنجاح، كما أنها تسهم في توجيهنا داخلياً لما علينا أن نعتبره “طبيعي” و”عادي”، وتحاول أن تقول لنا “نعم، كونوا هذا الشخص” و ” لا، لا تكونوا هذا الشخص”

تقول مسؤولة في وكالة دعاية وإعلان: “نقضي 6 ساعات لتنقيح فديو من 90 ثانية” إن كلمة فوتوشوب ليست مُزحة تطلق على أي شيء نراهُ غير واقعي، إنها واقع بحد ذاته، فالصور التي نراها لا تشبه الصور التي التقطتها الكاميرا، ولذلك جاء سؤال آخر: “ما الذي يتم فعله في الصور من التقاطة الكاميرا والى وقت عرضها على الجمهور؟” حتى أن فوتوشوب بحد ذاتها تركز في تقديم نفسها على الطريقة التي تستطيع من خلالها جعلك تبدو كشخص مثالي.

الهدف من الاعلانات: اختلاق المستهلكين. فتقضي وقتك وجهدك بمحاولة الحصول على هذه الأشياء التي لا تريدها ولا تحتاجها، والتي ربما سترميها لاحقا، إعلانًا تلفزيونيا عن سيارة مثلا، سيكون بالتعاون مع نجم أو ممثل، وتقوم السيارة بعمل جنوني كالقفز من جبل، والهدف من هذا خلق مستهلكين غير مطلعين، وبالتالي سيتخذون اختيارات غير عاقلة، وهذا ماعليه الإعلان بالأساس، وهذا يتعارض مع تعريف الأسواق التي يفترض أن تقوم على “مستهلكين مطلعين يتخذون اختيارات عاقلة”

_ نعوم تشومسكي

يأتي سؤال: كيف ينظر مؤلفي الإعلانات اليك كمستهلك؟

روبرت هيث يُجيب: “فاتر الشعور وغبي نوعًا ما. تُدس اليك المعلومات عن طريق الاساليب النفسية التي تدمر دفاعك كمستهلك” كيف نردُ عليهم نحن كمستهلكين؟ عن طريق مايسمى بـ”الحجة المضادة” وهي كالتالي: “كلما فكرت أكثر في الادعاء الذي يطرحه الإعلان، سهل عليك معارضته

روبرت هيث يقول وفق دراسات عديدة، أن الاعلانات التي لا نلقي لها بالاً (مستوى تركيز اقل) هي التي تؤثر فينا أكثر. على سبيل المثال: اعلانات السناب ..

الفاشنستا مثلا، عندما بحثت عن أصل الكلمة صارت تُعتبر “نمط حياة” أما بالنسبة لي فأراها أقرب لفتاة الاعلان منها الى نمط حياة. الفاشنستا، والأمر يشمل بعض مشاهير وسائل التواصل من غير الفاشنستا، قد تم التعاقد مع بعضهم من قبل علامات تجارية، بعضها يظهر لنا وبعضها يغيب تحت مسمى “الاعلان الغير مباشر”، حتى وإن لم يكن بينهم وبين أي علامة تجارية عقد تعاون، فقد اصبحوا بشكل أو بأخر عبارة عن واجهة لهذه العلامات التجارية، فـ بوعي أو بدونه، أصبحوا يقومون بعمل دعاية/اعلان لعلامات مختلفة، بمجرد انفاقهم لبعض مالهم، ونحن أصبحنا بوعي أو بدونه، مجرد مستهلكين. هكذا ببساطة.

من ناحية الدفع :  فالإعلان مدفوع القيمة بينما الدعاية غير مدفوعة القيمة. من ناحية التحكم:  فالإعلان يمكن التحكم به في أي موقع نريد وماذا نريد أن نقول. من ناحية المصداقية: فالجمهور يصدق الدعاية أكثر من الإعلان لأنه عندما يتحدث الشخص عن نفسه فالناس قد لا يصدقونه.

ـ عبيد العبدلي

إن الرؤية المتكررة للاعلانات وللأشخاص الذين يحاولون الظهور بشكل مثالي، أو تحاول الشركات إظهارهم بهذا الشكل، يؤدي بدوره الى رسم صورة نمطية مثالية، تخلق للانسان عُقد لم يكن على علم بها، أو لم يكن يراها سابقا كعُقدة. أنها تصرفات مدروسة، تُعطي إشارة مبطنة بأن هذا مايجب أن تكون عليه، ملابس من علامات تجارية عالمية، بشرة مثالية، نحافة، شعر حيوي وكثيف، وفي هذه الحالة يوجد بُعدين مؤثرين على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.

عن بعض العُقد يقول الدكتور أحمد العيسى: “طلب توحيد لون الجسم -لغير مرضى البهاق- طلب عاطفي” كما أن أغلب الحيل الموجودة في العيادات لتوحيد لون الجسم انما هي تجميلية لا أساس طبي لها، وبعضها له تبعات على المدى الطويل. ولأنه طلب عاطفي بشكل بحت، فالأغلبية التي تسعى وراءه تغفل عن عدة عوامل مؤثرة في عدم توحد لون الجسم، على سبيل المثال: الوراثة وهي في المقام الأول، الطبيعة الجغرافية للمنطقة الموجود فيها. حتى أن بعض المشاكل التي خُلقت في رؤسنا بموثر ما، لا يراها الطب مشكلة، حتى أنه يكره العبث بها، مثال: اسمرار المفاصل وماحول الاظافر، الهالات السوداء، مسام البشرة، التشققات، السلولايت.. الدكتور احمد ركز على أن “القناعة والرضا” هي الحل.

في دراسة للباحثة ان بيكر، وجدت أنه وبعد وصول التلفاز إلى جمهورية جزر فيجي، بدأت أعداد كبيرة من الفتيات هناك يعانين من صعوبات وأمراض تتعلق بتناول الطعام  مثل مرض فقدان الشهية العصابي (Anorexia) وبوتيرة متسارعة! كل هذا الكلام لا يعني أنه من الخطأ أن تبدو المرأة جذابة وجميلة، ولكن  الخطأ هنا أن تكون الكثير من المصادر حولها تشعرها بأن شكلها هو المهم وفقط.

حتى وإن وقعت في فخ كهذا، فقد كرهتُ دائما الطريقة التي يعامل بها العالم المرأة كسلعة أو وسيلة عرض. لذلك لطفا لا تسمحوا لأي شخص/وكالة اعلان أن يشعوركم بأنكم أقل.

“لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ”

ختاما، تذكرت هكذا وأنا أشرب قهوة الصباح عبارة تقول: “فتاة الاعلانات لا تُشبه نفسها” وعندما قررت البحث عن مصدرها، وجدت تدوينتي الجديدة. بشكل جدي، من أحب التدوينات إلى قلبي، هي التي أجدها وأنا أبحث عن شيء آخر. تقول أحلام مستغانمي:

أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر“❤️ 

أوقات طيبة ..

اغواء العقل في: بيبسي أم كوكاكولا؟

pepsi vs coca cola

من البداية، في أيام الجامعة كانت شركة كوكاكولا مُتصدرة عند محاولة دراسة حالة لشركة ما، وذلك لنجاحها على المستوى العالمي وقدرتها على المحافظة على مكانتها رغم المنافسة التي بينها وبين شركة بيبسي. ليس السر في نجاح كوكاكولا هو المذاق فإختبارات التذوق كانت ضدها، انه التسويق.

لم يسبق أن مر علي شخص ما، قال من المرة الاولى أن بيبسي ألذُ من كوكاكولا، فالاغلبية اجمعوا على كوكاكولا، بإستثناء خالي وليد والذي لا أعلم هل قالها لأن بيبسي فعلاً ألذ، أم لانه يعمل لصالحها!

وفي تصويت طرحته على حسابي في تويتر قلت فيه: “ايهم أفضل مذاق بالنسبة لك؟” حصلت فيه بيبسي على 29٪ بينما حصلت كوكاكولا على 71٪ لمشاهدة التغريدة (هنا)

يقول روبرت هيث في كتابه اغواء العقل الباطن:

إذا وضعت العلامتين التجاريتين الشهيرتين كوكاكولا وببسي جنبًا الى جنب في كوبين زجاجيين متماثلين، وطلبت من أشخاص تذوُقهما، ماذا تعتقد أنهم سيختارون؟ الإجابة، كما قد يُجيب أي شخص شاهدَ إعلانات تحدي بيبسي في الثمانينيات سيعرف، هي بيبسي. مذاق بيبسي كولا هو المفضل من قبل معظم الناس في اختبارات التذوق، وهذه حقيقة.

لأجل ذلك يطرح روبرت هيث سؤاله: إذا لم يكن مذاق كوكاكولا هو الأفضل، فكيف لها أن تبيع أكثر من بيبسي وجميع العلامات التجارية الأخرى للكولا مجتمعة؟

يُجيب:

الذي يجعل كوكاكولا ناجحين على هذا النحو هو اهتمامهم بفكرة: الوجود المطلق (أي التواجد والانتشار في كل مكان). يُقال أن الهدف التسويقي لكوكاكولا هو أالا تسير مسافة تزيد عن 100 ياردة في اي مدينة في العالم من دون رؤية علبة كوكاكولا أو اسم كوكاكولا أو شعارها. ولكن ما السبب وراء الأهمية الكبيرة لهذه الفكرة؟ لأنه كلما كثرت رؤيتك لشيء، زاد اعتقادك بأن الناس يشترونه، وكلما اعتقدت أنه لابد أن يكون أكثر شعبية، زادت ثقتك به.

شركة اخرى لا يحضرني اسمها لكنها لإحدى مشروبات الطاقة، كانت تضع العلب الفارغة من مشروبها في نفايات الشوارع، والنوادي الرياضية مثلاً، انها تخبرك هنا عن شيء ما، سيدركه عقلك فورًا، وسيتصرف وفق ذلك، دون أن تشعر أنت بتأثيرها عليك، لأنك تعتقد -اعتقاد خاطئ- بأن الأشياء التي تراها دون أن تعيرها انتباه لن تؤثر عليك.

عقولنا تخضع باستمرار لمؤثرات نجهلها تمامًا. – والتر ديل سكوت

الطريقة المتبعة من قبل كوكاكولا، تساعدنا في فهم بعض الشركات المتواجدة بالقرب منا، جولي شيك قبل الجمعة السوداء مثلا، تعاقدت مع الكثير من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي وذلك للإعلان عن الموقع، النتيجة: الأغلبية من المُتابعين لهؤلاء المشاهير صاروا يتحدثون عنه بإعتباره مصدر إزعاج، حتى أنك صرت تقرأ اسم موقع جولي شيك أكثر مما ترى اعلاناته. تدعي جولي شيك أن أرقام المبيعات في الجمعة السوداء كانت مُضاعفة.

الإعلان له إمكانية التأثير على قرارات الشراء المستقبلية حتى وإن لم يتعامل الأشخاص، المشغولون بمهمة أخرى، مع الإعلان بيقظة. – شابيرو

مياه بيرين على سبيل المثال، إذا كنت ممن يتابعون المشاهير في السناب شات، فلا يكاد يمر يومك دون أن ترى علبة بيرين، على الطاولة، في السيارة، في الشنطة، حتى أن واحدة من المشاهير كانت علبة بيرين تظهر من تحت العباية!! يا الله!

مالك شركة بيرين كان يصور بيرين غالبًا وهي تُقدم له مع القهوة، في الصباح والمساء، هذه العادة تبناها المشاهير من بعده، والآن الأهل والأصدقاء صاروا يقدمون مياة الشرب المعبأة مع القهوة! وغالبًا تكون بيرين. هذه الطريقة التي تتبعها الشركات تجعل اسم الشركة حاضرًا في ذهنك، وبالتالي تكون هي اختيارك الأول، وهذا يجعلنا نُفكر مرة اخرى في المؤثرات التي نجهلها.

قصة قصيرة ختامية: كنت في السوبرماركت، ذهبت لثلاجة الماء، وبالرغم من العدد الكبير من الشركات التي تقدم المياة المعبأة إلا أن يدي امتدت مباشرة على بيرين. الحقيقة أني توقفت لحظتها، وكأني استيقظت فجأة! “ليش بيرين؟” ربما تكون فعلا من أفضل مقدمين المياة، لكن الحقيقة أني سقطت من عين نفسي لحظتها لشعوري بأني لم أستطع التغلب على تأثير هذه الشركات عليّ. بشكل أو بأخر كان هذا الموقف من الأسباب التي شجعتني على كتابة هذه التدوينة.

كونوا بخير ❤️

على هامش التدوينة، هنا سؤال وجواب:

  • هل نجحت حملة جولي شيك الأخيرة؟

أحمد الجبرين يُجيب: (هنا)

  • لماذا أغلب المشاهير يشربون مياه بيرين؟

محمد بن نحيت يُجيب: (هنا)

  • لماذا كوكاكولا وببسي يسوون اعلانات رغم شهرتهم؟

هادي فقيهي يُجيب: (هنا)

  • هل تلاعبت المؤسسات بنتائج الأبحاث التي تخص السكر؟

يزخر تاريخ البحث العلمي بدراسات خضعت لتأثير الشركات وتلاعبها، وأشهرها الأبحاث التي غزت المنصات العلمية، بتوجيه من قطاع صناعة السكر، وذلك بهدف تبييض سمعة المادة البيضاء. ففي ستينات القرن الماضي، انتقلت الأنظار بشكلٍ مفاجئ من السكر إلى الدهون المشبعة، بصفتها سبباً رئيسياً لأمراض القلب، في محاولة لتجاهل مخاطر السكر الكبيرة وصبها في مكانٍ آخر. وقد كشفت وثائق نشرتها مجلة JAMA Internal Medicine ، في العام 2016، أن “مؤسسة السكر البحثية” دفعت نحو 50 ألف دولار في العام 1967 لثلاثة علماء من جامعة هارفرد من أجل نشر دراسة عن السكر، الدهون وأمراض القلب. وقد عمد الباحثون في هذه الدراسة إلى تضخيم أثر الدهون المشبعة على صحة الإنسان في مقابل تقليص أثر السكر. لقراءة المقالة كاملة (هنا)

لذلك نقول: نعم تلاعبت مؤسسات كبرى وشركات صناعة السكر العالمية بالتعاون مع جامعات شهيرة في العالم في نتائج علمية تخص أضرار الشراهة في تناول السكريات. لقراءة المقالة كاملة (هنا)

  • هل فعلا مولت كوكاكولا أبحاثًا تبرئها من البدانة والامراض؟

كوكاكولا لديها ميزانيات ضخمة وعلاقات مع أكاديميين ومسؤولين وأطباء لنشر دراسات تشكك في علاقة السكّر بالسمنة والأمراض. لقراءة المقالة كاملة (أضغط هنا)

  • من هم ملاك وداعمين شركات الأبحاث المتعلقة بصحة الانسان؟

على سبيل المثال لا الحصر: الجمعية الأميركية للغذاء American Society of Nutrition ASN مملوكة من مجموعة من الشركاء ومنهم سلسلة ماكدونلدز وكوكا كولا وغيرهما. كما أن لـASN مجلة علمية بعنوان Journal of Clinical Nutrition، ومن أعضائها الذين يمتلكون صلاحية تقرير موادّ النشر دايفد آليسون، وهو معروف بامتلاكه علاقات قوية مع شركات تصنّع مشروبات غازية مثل بيبسي وكوكا كولا. وقد نشرت مجلة International Journal of Obesity في العام 2015 دراسة تطرح المياه الغازية بديلاً من الماء، لمساهمتها في خسارة الوزن. وقد موّلت هذا البحث منظمة International Life Sciences Institute، التي كان يرأسها الشخص نفسه الذي يشغل منصب نائب رئيس شركة كوكا كولا. المصدر (هنا)

أيهما أذكى: البائع أم العميل؟

Seller customeris near (1)

مات البائع!

كان هناك بائعًا لفروخ النخل (النخل الصغير بغرض غرسه)، كان يبيع فحول النخل (وهو الفحل الذي ينتج لقاح النخل ولا ينتج تمرًا) على أنها فروخ نخيل مميزة (مثل السكري والبرحي) وهذا بلا شك غش وخداع حيث أن فرق السعر بينهما كبير جدًا، وعندما سأله أحدهم لماذا تفعل ذلك؟ ألا تخشى أن تُكتشف من قبل المشترين؟ ردّ بالقول: “الفرخ ليبدأ بالإثمار يحتاج إلى خمس سنوات، وعندها إما يكون المشتري قد مات أو الفرخ قد مات (في العادة هناك نسبة من الفروخ تموت قبل الإثمار) أو أكون أنا قد مت”

خالد الراجحي في كتاب قاع الفنجان. لقراءة بعض مواضيع الكتاب اضغط ( هنا )

منذ بدأت مرحلة سعودة المحلات المخصصة بالمكياج والتجميل، والبائعة تصير مثل ظلي، أنا أقدر لها اهتمامها لكنني في الغالب أخبرها بأني أعرف ما أريد، وإذا أحتجت للمساعدة سأطلبها. حدث مرة بعد أن أشتريت منتج حسب نصيحتها، سمعتها وأنا على وشك الخروج تقول لصويحباتها وهي تضحك: “شوفوني خلصت كل اللي دخلوا” الجملة لفتت انتباهي واستفزتني، لأن الفكرة عندهم -غالبا- هي الوصول لعدد معين من المبيعات، وليس بيع المنتج المناسب للشخص المناسب. يتم في المتجر توزيع البائعات على العلامات التجارية الموجودة، فمثلا عندما أقول بأني أريد كريم أساس للبشرة المختلطة وبالمواصفات التالية…، فلن يتم اعطائي الافضل، وانما ستعطيني التي طلبت منها من منتجات العلامة التجارية المسؤولة هي عنها. وهذا أمر بائس، بالنسبة لي على الاقل.

البائع الناجح هو الذي يبيع ليقدم خدمة للعميل وليس للحصول – فقط – على عمولة من شركته.

معظم البائعات لا تعرف التفاصيل الدقيقة لمنتجات العلامة التجارية الخاصة بها، فعندما أقول لها بأني أريد كريم أساس لا يحتوي على زيوت ترد بأنها زيوت طبيعية لا تؤثر، لكنها في الحقيقة تؤثر. العطر يؤثر. ودرجة جفاف الكريم تؤثر ايضًا فالكريم المات (شديد الجفاف) لا يُعطى لذوات البشرة المختلطة، لكنهم يفعلون ذلك.

منذُ تيقنت بأن على البائعة الوصول لعدد نقاط معين، صرت أبحث بنفسي وأحدد ما أريد قبل الذهاب الى السوق، انها الطريقة الأفضل للحفاظ على مالي وللبقاء بدون منتجات مكدسة في الأدراج. لا يحتاج العميل لأكثر من خيبة، خيبة واحدة فقط كفيلة بنزع ثقته، وإظهارك كشركة مخادعة تحب “الفلوس” أكثر من العميل مدى الحياة.

من الخطأ أن يعتقد البائع أنه أذكى من العميل.

يحدث هذا في الصيدليات ايضًا، فقط طرحت استفتاء في تويتر قلت فيه: لما تدخلون للصيدلية وتطلبون على سبيل المثال كريم لترطيب الجسم، إيش الخيارات اللي تُطرح عليكم من الصيدلي، ومساعديه؟ وكانت النتيجة كالتالي: ٤٩٪ طرحت عليهم المنتجات الاغلى ثمنا، ٢ ٪ طُرحت عليهم المنتجات الارخص، اما ٤٩٪ فلم يسبق لهم أن سألوا. كان الاستفتاء بعد خروجي من صيدلية تعتبر من أكبر وأهم الصيدليات لدينا، طرحت عليه السؤال السابق فأعطاني كريم لترطيب الجسم يتجاوز سعره ١٧٠ ريال وحجمه بحدود ٢٠٠ غرام. قلت له بأن ميزانيتي لا تسمح وأرغب بمنتجات أقل سعرًا، لم يطرح علي أي منتج أخر انما أعطاني محاضرة عن البركة الموجودة في الكريم. عنادًا اشتريت كريم من نيفيا حجمه ٥٠٠ غرام وسعره ٢٥ ريال. عندما يُصر البائع/ة على منتج ما، أشعر وكأني أقع في فخ.

تذكرت لحظتها قصة الدكتور خالد الراجحي وعنوانها “مات البائع” ثم سألت نفسي: هل فعلا مات البائع؟ وصار العميل لا يستطيع أن يثق الا بنفسه! فالشركات عندنا لا تهتم الا بموضوع ماقبل البيع، أما مابعد البيع وتجربة العميل فلا تعني لهم أي شيء اطلاقا.

البائع الناجح هو الذي يعي أن صفقة البيع مربحة للطرفين.

سألت في تويتر: أيهما أذكى البائع أم العميل؟ والنتيجة كالتالي: ٨١٪ البائع و ١٩٪ العميل. فسألت نفسي هل هذه النتيجة تُعبر عن شعور العملاء بأن عملياتهم الشرائية كانت مربحة للبائع أكثر!! قالوا: “من الخطأ أن يعتقد البائع أنه أذكى من العميل” وأعتقد أن المشكلة بأن العميل يعتقد بأن البائع أذكى منه. فهو لا يبذل مجهودا في البحث والاطلاع، أو حتى مناقشة البائع قبل اتمام صفقة الشراء.

ختامًا، اتأمل بشكل متكرر المُدونات (البلوقرز) والتي يكون مجال اهتمامها العناية والتجميل، فهي تتحدث عن منتجات العناية والتجميل وتُلحقها ببعض النصائح، فأسال نفسي كيف استطاعت أن تكسب ثقة الالاف من البنات لدرجة أن ينفذ المنتج الذي نصحت به من الصيدلية/المتجر!! انها التجربة. ثم إن احساسنا بأنها أكثر منا اطلاع ومعرفة يدعم ثقتنا بها، وهذا ماينقص بعض البائعات/البائعين في العلامات التجارية المختلفة.

صباح/مساء طيب وقهوة  💜

حيلة تسويقية | سر المرأة!

المسوقين لا يبيعون للناس احتياجاتهم (الماديّة) فقط ولكن يبيعون ما يريد الناس أن يشعروا به أيضاً، لو يبيع المسوقون احتياجات ماديّة فقط فسيُفلس نصف العالم.

كنتُ في أحـد الأيام على برنامج السناب شات، وقد لفت أنتباهيّ ماكتبتهُ غادة العودة عن أحد بائعي العلامات التجارية الكبيرة. فعندما كانت غادة في زيارة لهم قال لها البـائع مستخدما التسويق بالمشـاعر: “محد بيهديك بدون مقابل. كل أحد بيهديك بيكون يبي مقابل لهديته الا شخص واحد بيهديك فقط عشان تكونين سعيدة. ثم أشر على المرايهوكانت غادة هي الظاهرة في المرأة.

أما ردة فعل غادة فقد أشترت لنفسها هدية وغلفتها. الحقيقة أن البائع هُنا كان ذكي لدرجة أن يلعب على وتـر حساس عند المرأة يتمثل في (أنا أستاهل) ولو أني كنتُ مكان غادة فلا أستطيع أن أجزم بأني سأقوم بردة فعل مُضادة.

نحنُ نحب أنفسنا، ونحب أن نكافئها على كل الأيام التي أستطاعت فيها أن تقف وكأن شيء ما لم يحدث. رغم كل ماحدث. نحب قلوبنـا بعدد المرات التي سقطت فيها أرضًا ولم يدرك أحد ذلك. لأننا نحب أنفسنا، فنحن نحاول بكل ما أوتينا من صبـر أن نمنحها لحظـة تطيرُ فيها دون أن تأبه بأحـد.

عملية البيع والشراء هي نوع من تبادل العواطف، عندما أشتري شيئاً يجب أن أسأل نفسي، ما الذي سوف أشعر به عندما أشتريه؟ ثم بعد ذلك يأتي الجزء المنطقي ماذا سيكلفني؟ كم يساوي؟ ماذا سيعطيني؟ وماذا سيفعل لي؟ وهذا يحدث بداخلك بسرعة جداً، لذلك الشخص وهو يبيع فقط للأحاسيس يريد أن يتحكم فيك. فيجب أن تدخل على الجزء التحليلي – الجزء المنطقي – ومن هنا تستطيع أن تقرر بموضوعية، يجب أن توفّق بين التحليل المنطقي واحتياجاتك النفسية وذلك لكيلا تنخدع في المنتج الذي تريد شراءه.

اننا نحن معشـر النساء يوجد لدينا العديد من نقاط الضعف التي يستطيع أي بائـع استغلالها، وهي تتمحور حول العواطف والأحاسيس. ويحاول البائع أن يركز وبشكل سريع على العاطفة مشجعا إياك على إتخاذ قرار الشراء قبل أن يتدخل الجزء المنطقي في قرارك. وعلى البائـع أن يكون ذكي لدرجة تمكنهُ من التمييز بين أصناف النساء عند التسويق لسلعته. أن يُميز -على سبيل المثال لا الحصر- بين من تشتري لأجل (أنا أستاهل) وبين من تشتري لأجل أن السلعة (بتلبئلك)!!

أما البائع الذي يستخـدم النوع الثاني من الأسلوب الرخيص فإنني في كل مرة أسمع هذه الكلمة أو ما شابههـا أُصاب بشيء يشبه (حومة التسبد)، ثم قبل أن أخرج من المحل أستعيذُ بالله ثلاثا من أن يأتي يوم أدعوا فيه على مسلم. ربما ترى أن رد فعلي مبالغ فيها، الا أنني هكـذا على الحقيقة، ولا أذكر عدد المرات التي خرجتُ فيها من المحل فقط عنادا للبائع!

أما عن النوع الأول فهو مثل ماحدث مع غـادة. لم يكن البائع في ذلك الموقف تحديدًا يُجسد لنا درس في الذرابة، الأسلوب المهذب، والحكمة فقط، بل كان يُمارس وظيفته والتي تتمثل في بيع السلع الموجودة بالطريقة التي تتوافق مع العميل وتضمن عدم مغادرته للمكان خالي اليـد. هل سمعت من قبل بشيء أسمهُ “التسويق الوردي“!! أنه نوع من أنواع التسويق والموجة من أو إلى المرأة.

أما عن صاحب كتاب أسرار التسويق بالمديح فيقول:

التسويق بالكلمة هو أقوى أنواع التسويق وأكثرها إقناعا وتأثيرا، وفوق كل ذلك، لا يكلفك أي شيء. ومثلما أنت واثق أن الشمس لا تشرق ليلا، فالتسويق لا يقف عند حدود الدعاية والبيع والترويج، بل إن التسويق يدور حول خلق حالة ذهنية لدى العميل المحتمل، وانتشار السمعة الطيبة للمنتج/الخدمة يخلق هذه الحالة.

ثم يقول مختصرا:

المطلوب منك هو مساعدة الزبائن على اتخاذ القرار بالشراء، وأن تقلل الزمن اللازم لهم لاتخاذ هذا القرار.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كم عدد المرات التي أتخذنا فيها قرار شراء سلعة ما لأننا فعلا نحتاجُ اليها! بل كم عدد المرات التي أشترينا فيها بسبب تأثيـر بائع!! فإن كانت إجابتك على الشطر الثاني أعلى قيمة عددية من الشطر الأول فأنتِ فعلا في ورطـة.

حيلة تسويقية | مخَرج EXIT HERE ✨

مخرج
في 9 شوال | 25 يوليو من هذا العام كانت صديقتي ميسم في ولاية تنسي، وتحديدًا في مدينة ألعاب، نهاية الرحلة وعند البحثِ عن مخرج وجدوه ولكن كان يتطلب منهم مسبقًا أن يمروا من خلال مركز تسوق، والأدهى أن هذا المركز (مسوي تخفيضات) مُمكن صدفة، وممكن أنه طوال السنة (عاملها)!
ولأننا عرفنا التسويق -في الجامعة- ما كان نصيبُ المركز من صديقتي سوى صورة حصرية لمدونتي.
مما سبق نلاحظ أن تحقيق الأرباح لا يتطلب منهم أكثرَ من فكرة ذكية، و أفراد غير واعين تجاه حيل التسويق.
أقولهَا بصراحة: قبل دخولي للجامعة كنتُ أعيش مرحلة اللاوعي تجاه ما يحدث حولي. اضافة الى أن الأسئلة لم تكن تتراود على ذهني مثلما يحدث الآن. قالوا لي: “بعد ما دخلتي للجامعة صرتي مثل العجوز النقادة
والحقيقة أن ما يحدثُ الآن فعلا يستحق السؤال و “النقادة”. فمثلاً (السوبر ماركت) أحب الأماكن الى قلوبنا.. هل سَبق وتسألتم لماذا لا يكون الخبز والحليب في واجهة المحل؟ ولماذا تحديدًا ثلاجة (آيسكريم جَالكسي وأصدقائها) بجانب كل صندوق محاسبة؟ أن هذا النوع من الحيل يدفعك للمرور أولاً بالحلويات ثم بعدها تصل الى ركن حاجيات المنزل الأساسية. عوضا عن أنه عند المُحاسب ستجد منتجات ثمنهَا قليل يدفعك لإضافة حبة واحدة لـ سلتك دون أدنى إحساس بالذنب. ولا ننسى سؤال: لماذا يكون المخبز ظاهر علنًا للعميل؟ طبعًا لأجل الرائحة الجَميلة التي يُضفيها الخبز الطازج على المكان، الأمر الذي يدفعك لشراء الخبز طازجا اضافة الى ٢ توست التي أنت في الأصل أتيت لشرائها هي وحدها.
ويبقى السؤال الأهم: لماذا يُسمح لك بشرب الماء أثناء التسوق، ومن ثم تُحاسب العلب وهي فارغة! لأجلِ أن لا يمنعك أي عائق من اكمال تسوقك، فأنت بطبيعة الحال تستطيع شرب العصير وتناول (تصبيرة) ايضًا.
ويظهر لنا من أخر سؤال وكأنهم -السوبر ماركت- يهمتونَ بنا بشكل جيد. والحقيقة أنهم يهتمونَ بـ ربحهم أكثر.
أن التسويق هوَ الوسيلة الاولى الغير ظاهرة علنًا والتي بوسعها أن تجعلك تشتري أشياء لا حاجة فعلية لها. التسويق جعلَ من الكماليات ضروريات وبالتالي ارتفاع معدل الانفاق السنوي للفرد.
أما عن التخفيضات والتي يخفق لها القلب لا شعوريًا فيقول عنها بن بخيت باعتبارها أحد أنواع الاعلانات: “هي الذكاء القائم على الغباء” فالأصل أن التخفيضات تُعيد السلعة الى سعر ما يقارب سعر تكلفتها الأصلية و يزيد عنه. ويتحدث بن بخيت هنا بشيء من التفصيل:
لماذا اطلق على هذا النوع من الإعلان الذكاء القائم على الغباء. بعض السيدات يعتقدن انهن عبقريات فينتظرن التخفيضات أو يسألن البائع فيسر لهن بالموعد كأنه متواطئ معهن. انتظر حتى يأتي الموسم فتهجم على المحل وتشتري الشنطة أم خمسين ألفاً بعشرة آلاف. تعود إلى البيت تتباهى بذكائها أمام زوجها وبشنطتها الثمينة عند صديقاتها. لا تعلم أن الخدعة مفصلة عليها لا على الخبلة التي اشترت بخمسين ألفاً.
والمقصد هُنا هوَ انهم ما جعلوا الحقيبة بخمسين الف الا لتكون العشرة الالاف خارقة في عيوننا.