“فأُصدق أن كل هذا تعب، مُجرَّد تعب”

اكتب الآن وأنا أمر بوعكة صحية تشبه الانفلونزا وكورونا والنزلة المعوية، لا أعرف ماهيتها حتى الآن، ولأني لا أعرف قمت بتأجيل كافة مواعيدي لهذا الأسبوع، وبقيت في المنزل. في اليوم الأول شعرتُ مرتين ولمدة 5 ثوان تقريبا بأن قلبي لفرط خفقانه يود لو يخرج، ولأن خفقات القلب تتبعها مباشرة فكرة الموت، ارتكيت على جدار غرفتي بهدوء، لأن خفقة الموت لا جدوى من الخوف منها، آتية لا محالة.

“ما لا يُقال إلا همسًا، لا الألم، بل مكانه بعد أن يزول، مكانه الذي يبقى موجعًا لشدّة ما يزول.”

في الأسبوع الماضي آلمتني روحي بعد “ليلةٍ فيها شحذت النور يسري بي وعيا”، وكنتُ طوال الأسبوع أحاول دون جدوى مداواتها، وهي تأبى، وأنا قد اعتدت على “ولا تُرينَّ الناسَ إلا تجمُلاً.. نبا بكَ دهرٌ أو جفاكَ خليلُ” بما فيهم أهلي، وانعكاس ألمي على وجهي يؤلمني، أن أكون أضعف من القدرة على إخفائه، أو انه فعلا أكبر من يخفى.

يقال بأن الألم العضوي أهون على الجسد من النفسي، ولذلك تقل مناعة الإنسان عندما يتألم، فيحاول الجسم تحويل الألم النفسي إلى المعدة أو الرأس على هيئة صداع، وأنا الآن اتساءل هل التقطت هذه الوعكة من أختي أم من ألمي؟ ربما كلاهما.

“كالأشجار، متورطٌ بالوقوف من يفهم رغبتك بأن تستريح قليلًا؟”

ولأن “موت الأب كثيف يفوق حضوره. وكأننا في غيابهم، ندرك حضورهم.” كان والدي -رحمه الله- حاضرا طوال الأسبوع، في كل مرة أكون فيها عديمة الحيل تجاه ألمي يأتي، تخيل أن امرأة على مشارف الثلاثين لم تتجاوز ألم غياب ابيها رغم مرور سنوات بقدر عمرها.. في سنواتي الأولى كنتُ أحاول دون جدوى ملء الفراغ في داخلي، لم أكن أعرف بعدم جدواه، ولعل هذا ما أفزعني في وفاة خالي عبدالله -رحمه الله- أنه كان الرجل الأول في حياتي، وكان وجوده مجرد وجوده سند هائل لي، ومنذ سنوات لا تُعد توقفت عن المحاولات، وآمنت بأن علي حمل هذا الفراغ في داخلي، وإكرامه بالصبر.

“‏أعللُ بالمُنى قلبًا عليلا .. وبالصبرِ الجميلِ وإن تمادى”

ماذا عن هبة الألم؟

إن كان للألم هبة فيجب أن تكون في المقام الأول إدراك الإنسان بأن الله هو الكبير في عليائه، أما هو فجرم صغير ولا ينطوي عليه شيء، أي شيء. ما الذي يُزيح الألم؟ “القيام بكل ما يمكن للتأكد ألا يشعر به أي أحد آخر” وأحسب أن هذا لا يتعارض مع المعتقد السائد بأن الاشتراك في البلاء يخفف من وقعه، فالأول يساهم في دوام الفضيلة فيك، والثاني يوسع دائرة صبرك.

“وحين يمر عزيزٌ عليّ، ويسأل عما خفا واستجد.. أأنت بخير؟ بقيتُ بخير”

نُربي الأمل

لطالما آمنت بأن الأمل واعتقاد أن الخير قادم لا محالة من كمال الأدب مع الله جل في علاه، أن نحسن الظن بمن وسعت رحمته كل شيء، وإن كان ظاهر الأمر فيه الألم، وإن كان ‏”اللي هقيته بيستقعد لسود الليال/ قدام عينه يضايقني الزمان وقعد”، نقف فنقول: “يارب.. ما شكل الخير وراء هذا الأمر؟”، فعين الله لا تنام، وهذه الطمأنينة إن استقرت في نفسك، “سلمته الأمر بيقين أن خيرتهُ.. خيرٌ لقلبي مما يشتهي قلبي”.

“بارقة واحدة، ليس بالضرورة من عندِ الله. إشارة يد. مجرد تلميح. حتى لو كان الإلماحُ كاذبًا. فأصدق أن كل هذا تَعبٌ، تعبٌ فقط”

*بسام حجار

كونوا بخير 🤍

الإعلان

بعد أن تلهو بنا الحياة: “حجةُ من لا يبلغُ الأملَ الزهدُ”

رغم أن “التأمل في الحياة يزيد أوجاع الحياة” إلا أني منذ أن دخلت عامي التاسع والعشرين وصرت على شرفات الثلاثين وأنا أتأمل بشكل مفرط أحيانا، يروع هدأة أيامي هذه رغبتي المُلحة في اتخاذ قرارت صارمة تجاه آمالي، لقد -وإن كنتُ مازلت أرعى الطفلة في داخلي- كبرتُ بما فيه الكفاية، وآمنت منذ فترة ليست قصيرة بأن الذي يدفعني للتمسك بآمالي ضعفي لا قوتي، وأن اليأس من الشجاعة، لكني لا أعرف شكل آخر استطيع به مجابهة الحياة، أشعر أن الأمل وإن كان أقسى عليَّ من اليأس فهو -بعد سعة رحمة الله- “يغتال فيّ توجسي حزني ويمنحني بريقاً..

“لو أننا ننجو يا يمامة؟ ما كان هذا الذعر يطفئ بهجة روحي، كلما حدقت في الأمل.”

  • عن الحياة المهنية:

بدأت في كتابة هذه التدوينة بعد حوار مع صديقتي هاجر عن اختياراتنا في الحياة وكون “المرء لا تشقيه إلا نفسه”، إذا أني اخترت الأمل في الوصول إلى مكانة أفضل رغم كل القيود التي تزيدني بُعدا عنها، وذلك عوضا عن أن أكون “نؤوم الضحى” مثل حبيبة امرؤ القيس ونساء آخريات في حياتي. وأنا عندما اتكلم عن “نؤوم الضحى” اتكلم بصفاته اختيارا، وليس لأحد الحق في أن يُصادر من النساء هذا الاختيار، أو يستحقره.

عملت حتى الآن مع 4 شركات خاصة ومؤسسة حكومية، في كل واحدة منها عملت بمسمى بمختلف، أي أني سبع الصنايع : ) ومازلت منفتحة على تجربة مسميات جديدة آخرى آمل من خلالها أن أجد ما تهواه نفسي، وأن يكون بوسع أسمي أخيرًا أن يضرب بجذوره في الأرض، بعد سنين التردد.

لم يكن التردد هو مأساتي.. أنا انتقائية في حياتي المهنية رغم شُح الفرص، فسبق وأن استقلت من وظيفة لأنها لا تضيف اليَّ شيء، ورفضت التقديم على وظيفة مكتبية براتب جيد، لأنها تافهة -بنظري- عبارة عن مطابقة مستندات وأشياء من هذا القبيل، واستمريت في العمل بوظيفة عادية فقط لإن الشركة ناشئة والإدارة أعطتني مساحة واسعة في اتخاذ القرارات وهذا بمرور الأيام يصقلني.. هذه هي مأساتي، ولذلك يتردد في ذهني عندما أكون في مكان مُطل على مدينتي (بريدة) الشحيحة في الفرص: “لقد هُزمت كثيرًا في هذه المدينة، وأخشى إذا ما بقيتُ فيها أن أُحب الهزيمة”.

“وهَمُّها في العُلى والمجدِ ناشئةً.. وهمُّ أترابِها في اللّهوِ واللّعِبِ”

  • عن الزواج باعتباره سنة الحياة:

كان محمد الخميس -رحمه الله- يقول: “لا تدخل عمر 35 وحيدًا، مهما تزينت لك الحياة”، وهذا للرجل، وأما المرأة فقد حدد لها المجتمع عمر 30 منذ سنين لا تُعد، رغم أنها لا تملك زمام المبادرة، وأنا وإن كنت أوافقهم بعدم جدوى (الوحدة) إلا أن العبرة ليست في أن لا تدخلها وحيدًا، بل مع من تدخلها، وأنا “‏خيروني‬⁩، وأنا نفسِي عصية وحره.. والخيارات ماحصلت فيها خياري“.

الآن مساحة الاختيار عند المرأة أوسع من قبل، ولا يملك الكل نفس السعة، إلا أن هذا الزمن دفعها إلى أن تبني صورة ذهنية للرجل الذي تحب أن تعيش معه تحت سقف واحد، وعلى هذه الصورة تُمني نفسها، فترفض هذا وتخطو خطوة لهذا.. المشكلة هنا عندما تكون الصورة أكبر مما ينبغي نظرًا لارتفاع الاستحقاق الذاتي، فتأمل أن تأخذ رجلا يصح أن يقال عنه “كفى المرء نبلا أن تُعد معايبه”، ثم يأتيها محمود درويش بعد سنوات ليرد عليها فيقول: “كم كذبنا حين قلنا نحن استثناء”، و”الفاجعة.. أن تتخلى الأشياء عنك، لأنك لم تمتلك شجاعة التخلي عنها”.. المهم في كل هذا استيعاب أن الاختيار (الصحيح) لا يُدرك بالمجهود الانساني بل هو رزق محض، وأنت كل مافي وسعك اختيار الأنسب إن وسعك إدراكه، و”أسأل الله ألا يشتت قلبًا بين ثنايا العلاقات، ولا يكتب على روح أن تُستَنفد في المحاولات، أسأل الله أن يروي ظمأكن على دفعة واحدة وليس دفعات”.

“إنَّكَ لا تَختار حين تحبّ ولا تحبُّ حين تختار، وإنَّنا مع القضاءِ والقدر حين نُولد وحين نحبّ وحين نموت، وإذْ يسألونكَ عنِ الحبّ قل: هو اندفاعُ روحٍ إلى روح، ويسألونك عن الرُّوح.. فماذا تقول؟ قل هيَ من أمرِ ربِّي”

  • عن الحب:

“إن كان للحب مزيّةٌ فهو أنه يجعل الحياة تُطاق. لهذا يستميت الناس في البحث عنه، في إحيائه مرةً بعد أخرى.”

خلال رحلة السعي في دروب الحياة، بلا استثناء كلنا نصطدم بجدران طرق خاطئة، وتمر علينا سنين عجاف تُهدد بابتلاعنا.. لذلك كان وجود الأهل والأصدقاء والحبيب مضنة النجاة، وعليه: حبو بعض ما استطعتم لذلك سبيلا.

“على الروح أن تكون مُواربة، مُتأهبة للترحيب بنشوة جديدة”

هامش: “يبدو التفاؤل أحيانا مثيرا للسخرية” وأعني هذا فعلا، فأنا أؤمن بـ “أمْ لِلإنْسَانِ مَا تَمَنَّى”، ولا أقول بأن الله ما أودع في صدري أمنية إلا وهو كافل تحقيقها، سبحانه ما عبدناه حق عبادته.

ختامًا:سوف تلهو بنا الحياة، وتسخر.. فتعال أحبّك اليوم أكثر” وذلك إذا كنت مثلي لم يبدو لك اليأسُ رحمة، حتى الآن..

أراكم على خير.

التأتأة: عُقد الطفولة كمادة للسخرية

بعد البسملة:

سنظلُّ نرسم ضحكة الأطفالِ.. حتى يضحكَ الأطفالُ‏ ❤️

في طفولتي كنتُ أعاني من التأتأة، وعادتي في الحديث وكأن الكلمات تتسابق من فمي، زادت من حدة التأتأة، كانت تلزمني (الركادة) لتجنب أكثر عدد من الكلمات المترددة. وكان لدي أستاذة وأشخاص من محيطي، قد أخذوني كمادة للسخرية. مازلتُ لا أفهم كيف يكون بوسع أستاذة أن تجرح طفلة أمام جميع زميلاتها دون أن يحرك هذا في ضميرها أي شيء. أنا التي عندما سمعت اسمها قبل سنوات، سرت في جسمي قشعريرة تُنبئنا عن ما خلفته فيّ هذه العقدة القديمة، عفى الله عنها. أما الذين كان تكرار كلماتي من بعدي، أحد مُتعهم الخاصة، لم استطع نسيانهم، ففي كل مرة يفتخرون بها بإنجازاتي، يجيء ببالي أنه كان بوسعهم تدمير مسيرتي التعليمية، لولا سعة لطف الله، ثم ايمان أمي بي. امي التي سعت للإمساك بي من كلتا يدي، لتتعثر الكلمات في فمي، لا أن تتعثر قدمي، وكم يبدو الامساك بطفلة يتيمة مندفعة ومتوجسة أمر مرهق.. وهذا ما دفعني مرة لكتابة رسالة بلسان أبي -رحمه الله- الى أمي: “السلام على أُمكِ، وعلى كل الأيام التي اضطرت أن تكون فيها أم وأب في آنٍ واحد.

يأتي إليك المستجير ماشيًا.. وأنتَ يا ذا الجود تأتي هرولة

بدأت رحلة التعافي في الصف الرابع. كنت ولله الحمد طالبة متفوقة، وطلبت مني الأستاذة “فوزية المندرج” الخروج في الإذاعة ورفضت لعلمي بما قد يبعثه العدد الكبير في نفسي من خيفة، تفهمت أستاذة فوزية خوفي واخرجتني في الإذاعة لتقديم أنشودة مع زميلة لي، لم يكن لي دور فعلي، كنت فقط أردد معها الكلمات، لكن كان المكسب هو خروجي لأول مره أمام الآخرين متجاهلة كل الأفكار السيئة التي عشتُ معها في الصف الثاني والثالث.

في الصف الرابع ايضا تركت أمي مهمة متابعة دروسي، لأنه يجب أن اعتمد على نفسي، ومن يومها جربت الوقوف أخر الصف بسبب نسيان واجب أو دفتر، جربتُ الدخول في مشاكل والخروج منها دون الاستعانة بأحد، السقوط ثم الوقوف.. لأن أمي تعتقد بأن التدخل بمشاكل ابنتها سيجعلها شخصية اتكالية أو انه سيزيد من أخطائها لوجود من يلملمها من بعدها، وقد كنتُ منذ البداية لا أحب البكاء والشكوى، ووصلت الى هذا العمر ولدي الكثير من الأشياء التي دخلتها وخرجتُ منها ولم يعلم بها أحد، مما دفع أمي لتقول لي مرة: “ليت من عرف أيش فيه داخل هالرأس” تقصدُ رأسي، يبدو أني صرتُ مستقلة أكثر مما توقعته أمي.

ولأن “إنما العلم بالتعلم”، خرجتُ بعدها في الإذاعة بأدوار صغيرة، ومع مرور الأيام والسنوات تجاوزتُ التأتأة، حتى صرتُ في الثانوية المسؤولة عن الإذاعة وتقديم الأنشطة، وفي الجامعة كنت أقدم العروض التقديمية وأخرج في المنتديات الإدارية. نعم حسبتُ يومها أني تغلبت وأخيرًا على تعثر كلماتي، لم أعتقد ولو ليوم واحد أن التجاوز لا يعني بالضرورة أن هذه العقدة لم تترك في روحي أثر اتذكرها به غدًا.

لكَ الحمدُ لا أحصي الجميل، ولم أزل .. أنا العاجز المحتار عن مبلغ الشكر 

في المستوى الأخير من الجامعة، اصابني التهاب في فمي وتحديدًا لساني، مما جعل مخارج الحروف عندي تضطرب، وكنت أدرس وقتها مقرر اقتصادي “جدوى المشروعات” مع دكتورة فلسطينية.. كان علينا تقديم وعرض المشروع في أسبوع اصابتي، ذهبت اليها وشرحت لها أني أعاني من مشكلة صحية، قالت: “مافيك شيء، أنا فهمت كلامك، بتقدرين تشرحين مشروعك”، ورفضت الدكتورة أي محاولة مني للاعتراض، لأنها تعتقد بأني قد كبرتُ المشكلة في رأسي، أكثر مما هي عليه في الواقع، وقد كانت مُحقة.

وقتها لم تكن المشكلة الحقيقية في مخارج الحروف عندي، بل في أن هذا الخلل البسيط قد هوى بي الى أيام طفولتي، شرعتُ أبوابي للقلق القديم، مما دفعني للاعتذار عن تقديم مشروعي، وبهذا تكون الأستاذة نادية هي الأستاذة الثانية في حياتي التي تدفعني للإمام بينما كنتُ اتراجع.. جزاهم الله عني خير الجزاء.

هل أنا أعتقد بأن التأتأة مشكلة ثقة؟ لأ. أعتقد بأن الأمر مرتبط بالظروف المحيطة، وطبيعة شخصية المرء، وبعض الصفات التي تُساعد في التجاوز. وهذا يبرر كيف أننا نجد أشخاص لم يتخلصوا منها، رغم ثقتهم بأنفسهم، وآخرين تخلصوا منها لا لفرط ثقة عندهم، انما لسبب لا نعلمه، الأمر مُغيب بالنسبة لي.

القلبُ غِمدُ الذكرياتِ، مَنِ الذي .. أفضى لسيفٍ في الضلوعِ، وسَلّه!

رزقنا الله وإياكم الحياة السعيدة والطيبة.

جنان كانت هنا ❤️

بين العمل والحياة: كيف حاولت ابتلاع الفترة الماضية؟

مساكم/صبحكم الله بما يسركم، وكف عنكم مايضركم 💛

في بداية عام 2020 حصلت على فرصة وظيفية في الكلية التقنية للفصل الدراسي المنصرم، كانت الفرصة أن أكون “مُدربة” في قسم التقنية الإدارية، وأعتقد أن مايقابل وظيفة مدربة، هي وظيفة “معيدة” في الجامعة. كنت وقتها أعمل عن بُعد في القطاع الخاص، مع شركة ناشئة منذ عام 2017.. ورأيت أن الاستقالة من وظيفتي الحالية لا تُجدي لأن وظيفتي الجديدة مؤقتة تنتهي بإنتهاء الفصل الدراسي، وعليه أخذت إجازة من الشركة لمدة اسبوعين فقط من بداية التدريس، لتنظيم أموري، والعودة لاحقا.

طلبت الإجازة من العزيزة نوف، وقالت بعدما رأت صورة لمكتب الأستاذة: “أجمل مكتب أستاذة، أفكر بطالباتك ياسعدهم والله” ولذلك أعتقد بأني حظيت بواحدة من أفضل إدارات القطاع الخاص. وللسبب نفسه، كنتُ أسهر أحيانًا فقط لأن نوف طلبت مني إنجاز مهمة ما، أنا التي أعيش على مذهب “مضناك يصلي العشاء وينام” يبدو السهر بالنسبة لي، نوعا من الانجاز أو التضحية، أو كلاهما معا.

كانت الأمور تحت السيطرة بشكل كامل، في الصباح الأستاذة جنان، وفي المساء الموظفة المكروفة جنان، وحتى لحظة تعليق الدراسة، لتُصبح هي الأخرى عن بُعد! عملين عن بُعد.. الجديرُ بالذكر أن الشركة التي أعمل بها، كان “كورونا” مصدر رزق لها، فتراكم العمل فوق بعضه فجأة، في عدد قياسي من الساعات، حتى أنني وقفت أتأمل هذا الكم الهائل من المهام التي أصبحت وكأنها سقطت من السماء. أتأمل وتخنقني العبرة: كيف يمكن إنجاز كل هذا؟

والأكيد أني استعنت بموظفات جُدد لتجاوز الأزمة بأقل قدر من التأخير.

وفي العمل عن بعد، يعتقد -ببالغ الأسى- أغلب أرباب العمل، أن جُل وقت موظفيه متاح له. وفي حالتي، فحتى المتدربات يعتقدن بأن علي أن أكون متوفرة 24 ساعة، أن أرد على كل سؤال، عوضا عن بحثها هي عن الإجابة! ولأن “الرزق يبي تحريث أقدام” رتبتُ أمري مع كلا العملين، وكانت ضريبته التقصير الذي حصل في حياتي الشخصية والإجتماعية، تقصير مؤقت بطبيعة الحال، لكنه اضطرني لتقديم اعتذار لكل واحدة عبت عليها يوما أن طموحها كان “تتزوج واحد غني وتصير ربة منزل” بل أقول: “صح عليك، واطبخي وصوري بالسناب بعد”، ويمكن اعتباره اعتذار من الاعتذرات التي يمحوها النهار، لأني شخص لا يُحب البقاء بدون عمل، ربما خوفا من أن تأكل الهواجس رأسي، لكن بشكل عام: مهم أن تعرف ماذا تريد، بغض النظر عن رأينا فيما تريد، وطالما أن الأمر مباح فـ “كلن ينام على الجنب اللي يريحه

“وَوالٍ كفاها كُل شيء يَهمُها.. فليست لشيء آخِرَ الليلِ تسهرُ”

المرة الأخيرة التي تعرضت فيها لمثل هذا الضغط كانت سنتي الاخيرة في الجامعة، فكانت هذه التجربة استعادة للياقتي، وأنا الآن أعتقد بأني اصبحت قادرة من جديد على تحديد ومعرفة مدى احتمالي للضغط، فرأيت مني مارأيت، تعلمت من هذه الفوضى ماتعلمت، وهذا جيد لتحديد وجهة الفترة القادمة بإذن الله.

ومع زيادة ضغط العمل في الشركة، وقرب الاختبارات النهائية في الكلية، كان علي أن اختار أفضل وسيلة تقييم لي وللمتدربات، وأعرفُ عن نفسي كراهية المماطلة، والتأجيل للحظة الأخيرة، وحب الاستعداد لمواجهة اي مفاجأة. فاخترت أن تكون الاختبارات النهائية على نماذج قوقل و “open book” ومدته يوم كامل، والتصحيح تلقائي من النماذج نفسها، وجهزت اسئلة الاختبارات قبل مواعيدها بأكثر من أسبوع. كنتُ أحسب وقتها أن الله وفقني لهذا الاختيار لأستطيع التوفيق بين أعمالي، ولكنه سبحانه صاحب اللطف الخفي. كان عندي مادتين، ومواعيد الاختبارات كالتالي: 30 شعبان و 2 رمضان، وقد استقبلت خبر وفاة خالي عبدالله ظهيرة يوم 29 شعبان، ووفاة جدتي أمي نورة كانت صباح يوم 2 رمضان، عليهم رحمة الله. لو أني ما اخترت هذه الوسيلة، لا أعرف ما كان سيحدث!

متدربة عندي تتابع حسابي في تويتر، أخبرت زميلاتها عن وفاة خالي، وعرضوا علي تأجيل الاختبار، لكن رفضت التأجيل، لأن الاختبار جاهز بالفعل، وليس علي سوى متابعة تأديتهم للاختبار، ولأن متدرباتي تأملوا بأن ننتهي من الاختبارات في بداية شهر رمضان، ومأساتي ليس لهم ذنب فيها. نعم كنتُ الأستاذة التي اعتمدت اختبار متدرباتها من هنا، ثم رمت بنفسها من هنا لتغرق في بكاء طويل..

“وَأُخَفِّضُ الزَفرات وَهيَ صَواعِدٌ.. وَأُكَفكِفُ العَبرات وَهيَ جَواري”

في مساء يوم 2 رمضان، كنت أجلس أمام أمي وخالاتي وخالي، اتأملهم بقلب حزين منقبض من جهة، وأعدُ أسماء متدرباتي الحاضرات للاختبار من جهة اخرى. أما نوف فعرضت علي إجازة مفتوحة، لحين أن أسترد نفسي. رغم كل مامررت به، إلا أن نوف ومتدرباتي والزميلات في تويتر والانستقرام، الذين لم تكن تربطهم بي علاقة شخصية، كانوا بلسم لروحي في هذه المرحلة، فجزاهم الله عني خير الجزاء.

يسهل علينا الايمان بشيء، والتجربة تُصدقه أو تُكذبه. مثلا، تقول أحلام مستغانمي: “إن راحة القلب في العمل” وكنتُ أحسب أنها عبارة صحيحة، حتى جاء شهر رمضان.

حاولت بعد انتهاء اختبارات متدرباتي وأيام العزاء، أي بعد يوم 5 رمضان، أن أرمي بكل ثُقلي على عملي، لكني ما استطعت! عندما يقول لي أحد العملاء: “أنتم شركة ***” أعتذر منه بقولي “عزيزنا” ثم أرمي برأسي على لوحة المفاتيح، لأنه لم تعد لي أي سُلطة على دموعي التي صارت تنهمر بدون سابق انذار،  دموعي التي حبستها في أيام العزاء، لأنه على أحد منا أن يبتسم ويضحك، لندفع هذه الأيام.. وبعد انتهاء العزاء “بانَ كِذبُ ادِعائي أنَّني جَلِد”

ماذا أقول لأحلام بعد هذه التجربة؟ “لو كان قلبي رمادًا كنتُ أنثُرُهُ.. لكنني كلَّما أخمدتهُ.. اشتعلا

“إنَّ المصائبَ طوعًا أو كراهيةً.. أعدن نحتي، كما أبدعنَ تلويني”

كانت ستكون تدوينة سعيدة ومكروفة، إلا أن مسارها انحرف، مثلما انحرف مسار 2020 عن ما كنا نأمل،  وهذه سنة الحياة، “طُبعتْ على كدرٍ وأنت تريدها.. صفوًا من الأقذاء والأكدار” نسأل الله أن يجبر كسرنا، ويرفع ما بنا عاجلا غير آجل.

ختاما: “أنا مدينة للقهوة علمتني كيف ابتلع الحياة

أراكم على خير ❤️

٢+٢= ٥ !

٢+٢=٥

 

جاءت فكرة هذه التدوينة عندما وجدت نفسي أُردد بيت شعر لفاروق جويدة قال فيه: “إن سألوكِ كيف مات الحب! قولي جاء في زمنٍ حزين” ولعل كلمة زمن حزين -مع الاسف- أستوقفتني بصفتي باحثة عن عمل، أو عاطلة عن العمل كما يصفها البعض. ربما يأتي يوم أُحصي فيه عدد الرسائل المرسلة الى جهات التوظيف في بريدي الالكتروني.

أشعر بالأسف تجاه الاشخاص الذين يقولون لي الآن: “شفتي مانفعك تخصصك” هم لا يعرفون بأنني لستُ مثل البعض الذين دخلوا هذا القسم لأجل أن يقول عنهم الآخرين “واو” إطلاقا. دخلته مع سبق الإصرار والترصد، رغم أن والدتي -حفظها الله- كانت تتمنى أن أدخل قسم شرعي. سألوني: “هل ندمت على دخولي هذا التخصص؟” وأجبتهم بـ”لا” ومازلت أقول لا.

وأكثر سؤال تردد علي: “هل للقسم مستقبل؟ وأين” أجبتهم وفقَ ما أعرف عن مستقبله مع ايماني التام بأن لو كان تخصصي طب جراحة ولم يكتب لي الله الوظيفة، فلن أتوظف. وإن كنت لغة عربية، انتساب ايضًا، وكتب لي ربي الوظيفة فسأتوظف. لذلك أنا دائما مع فكرة اختيار القسم الذي يناسب ميولك أولا، ثم القسم الذي يلبي النقص الموجود في سوق العمل. وأحيانًا المهارة تغلب التخصص.

بعد تخرجي من الجامعة أكتشفت بأن ٢+٢=٥ وممكن تساوي ٦ لكنها لن تساوي ٤ إلا في كتب الرياضيات، وايضًا عندي أنا، والذين هم مثلي. أنزلت في تويتر استفتاء عن هذا السؤال شارك فيه ٦١ شخص، فكانت النتيجة كالتالي: ٦٩٪ منهم اختاروا الرقم ٤ ، و ٣١٪ اختاروا الرقم ٥ ، سألت نفسي: الـ ٣١٪ ياتُرى عندهم واسطة؟

سأبقى مع القلةِ المؤمنينَ.. بأن السماءَ ستصفو غَدا.. و أنّ الأماني و إن أبطأت.. ستأتي، و لن تخلفَ الموعدا. * Zain | زيـن

صديقة لي كانت تُرسل أوراقها الى جهات معينة بترتيب تسلسلي، ثم تطلب مني أن أفعل مثلها. عندما أخبرت أهلي بهذا التسلسل قالوا لي: “واسطة!” كنت لحظتها لا أعلم، إلا أن صديقتي فيما بعد أخبرتني بأنه فعلا كانت واسطة، لكنها كانت تريد أن أفعل مثلها لعل سيرتي الذاتية تسقط سهوًا بيد مسؤول.

الشيء الذي يجعل الواسطة التي تنقصنا، لا تأكل من قلوبنا، هو اليقين بأن الله إذا أراد شيء فإنما يقول له “كن فيكون”، هذا الايمان يحول دون أن يكون هذا الزمن حزين في أعيننا نحن الباحثين عن عمل.

وإذا العنايـة لاحظتك عيونها.. نم فالمخاوف كلهن أمانُ *علي الفيفي

ختامًا، كنت اقرأ في هذه الليالي المباركة كتاب “مع الله” لعلي بن جابر الفيفي، يتكلم فيه عن بعض أسماء الله الحسنى، انه يشرحها بطريقة تشعرك يقينا بأن أحلامك ستأتي غدًا. وقد افتتح كتابه بقصيدة: “لأنـك الله ….لاخوفُ ولا قلق ، ولا غروب … ولا ليل …ولا شفق”

القصيدة مسموعة: لأنك الله – علي الفيفي

مع خالص أمنياتي بأن ترى أحلامكم النور قريبًا.

 

 

 

ثق بي! Trust me

island ballroommartine hotel (1)

 

الثقة ليست شيئا تطلبه، الثقة شيء يجب أن تكتسبه. الثقة ليست شيئا منطوقا، الثقة شعور.

هذه العبارة قالها جيفري جيتومر مختصرًا الكثير من الكلام عن الثقة والتي تعتبر أساس لأغلبية علاقاتنا في الحياة، حتى البسيطة منها. تذكرت لحظتها ابن خالي -رحمه الله- عندما كان عمري أقل من ٧ سنوات، يطلب مني أن أضع قدميّ على راحة يديه ثم يرفعني في الهواء، كل ما أذكره أنني كنت على ثقة بأنه لن يسمح لي بالسقوط. نحن نعرف الثقة منذ صغرنا، ونمارسها. لم نطلبها منهم، بل شعرنا بها.

في رمضان الماضي عندما كنت أذهب الى عنيزة من أجل وظيفتي السابقة، كان الطريق مُرهق، تنام صديقتي، لم أطلب يوما من صديقتي أن تثق بي، لكنها كانت تعلم بأني سأوقظها عندما يصل السائق الى باب بيتها. انها أشياء صغيرة نفعلها تلقائيا كنتيجة حتمية للثقة التي نمنحها للآخرين. فإذا تأملنا مانفعله خلال اليوم فسنجد الثقة متجسدة في هذا أو ذاك.

الجملة الصحيحة ليست ثق بي، بل ثق بنفسك. – جيفري جيتومر

طرحت استفتاء على حسابي بتويتر قلت فيه: هل سبق وأن طلبت من أحد ما أن يثق بك؟ وكانت النتيجة كالتالي: ٦٨ لا ، ٣٢ نعم .. تسألت بيني وبيني، الذين طلبوا من الآخرين أن يثقوا بهم، لماذا طلبوها؟ الأكيد لأنهم لم يشعروا بها، وهذا الشيء بحد ذاته شعور بائس، ومؤسف.

يقول احدهم ساخرًا: كنت أثق بك تمامًا حتى اللحظة التي قلت لي فيها “ثق بي

غالبًا ما تكون “ثق بي” هي نتيجة لإحساسنا بتردد الطرف المقابل، ورغبة منا بكسب ثقته. في الحياة والتجارة والعمل، ثق بنفسك. الثقة لا تُطلب، الثقة تكتسب. أنت لن تحتاج الى معجزة تُكسبك الثقة، تحتاج الى الوقت والصبر والعمل الجاد. كلما زادت لديك المعرفة\المهارة زادت ثقتك بنفسك، بالتالي ثقة الناس بك. لا تطلب من مديرك\عميلك أن يثق بك، بل كن أنت جديرًا بالثقة. إذا أثبت قدرتك على أداء مهامك بنجاح فسيثق بك مديرك. إذا أثبت صحة كلامك عن نتائج المنتج فسيثق بك عميلك …

في بيئة العمل لا يستطيع مديرك ولا زملائك ولا عملائك أن يثقوا بك إن كنت أنت لا تثق بنفسك، ولا بقدراتك. الثقة مُعدية، لن تستطيع أن تُلهم الاخرين الثقة وأنت لا تثق بنفسك ولا بهم. قالها جيفري سابقًا “الثقة شعور” لذلك لا تطلب من أحد الثقة، إنما إجعله يشعر بها.

الثقة بالنفس هي أول اسرار النجاح. – رالف والدو إميرسون

سينصحونك لأجل ثقتك بنفسك ويقولون “عليك بدورات التنمية الذاتية” أما أنا فأقول عليك بنفسك، اقرأ، اكتب، تعلم مهارات جديدة، تعلم لغة اجنبية، تحدث أمام الآخرين، إذهب للمناسبات الكبيرة، جدد علاقاتك. إن بعض دورات التنمية الذاتية تنسى أنك إنسان، فتقول على سبيل المثال “عليك أن تستيقظ كل صباح وأنت مبتسم” فأقول “طيب أنا ضايق صدري وخاطري أعبس كم دقيقة أطلع حرتي!!” ثم بعد ما تطلع، خذ لك نفس عميق، وتمضي الحياة.

ختامًا يا أصدقاء: ثقوا بالله ثم بأنفسكم 🌿

من يتصرف بدافع الخوف يظل خائفًا، ومن يتصرف بدافع الثقة بالنفس يتطور. – روجر فريتس

فكرة تستحق التقدير (ج)!

لا تأتي الثقة بالنفس من خلال كونك دوماً على حق، بل من خلال كونك غير خائف من أن تكون على خطأ.
– بيتر تي مكينتير

 

*صـباح/مسـاء طيبا لكل الذين أقسموا بأن يكونوا أكبر من أحلامهِم، عندما ضجت صدورهم بالأحلام الكبيرة.

لقد كانت السـاعة السادسة صباحا -سابقا- مُرتبطة بالجامعة، والأيام الجميلة. جميلة رغم كل التجارب التي ماحسبتُ يومها أني سأتجاوزها تماما. أن كل تجربة سيئة تمر بها ستكون بشكل أو بأخر وسيلة لـ صقل شخصيتك، وتقوية قلبك لمواجهة كل العقبات القادمة بأقل الخسائر. فكما قالوا: “تولد الخبرة من رحم التجربة”

كما أنه يجيب علينا أن لا ننسى خلال مسيرتنا في هذه الحياة أن التوكل على الله، ومايصاحبهُ من رضا بالقضاء والقدر هو من أهم أسباب أستمرارك في هذه الحياة وأنت تقف على قدميك، تقفُ بـقوة. لا تنتظـر من أحد أن يحنـو عليك ويمد لك يدهُ لتحقق من خلالهِ طموحك وأحلامك, انما أنتظر كل الأشياء الجِـميلة من الله, وحده الله قـادرعلى جعل أحلامنا المؤجلة حقيقة. وليكن – حديثُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صديقك الأول.

عَنْ عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ : كُنتُ خَلفَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال : ” يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكُ كَلماتٍ : احفَظِ الله يَحْفَظْكَ ، احفَظِ الله تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سَأَلْت فاسألِ الله ، وإذا استَعنْتَ فاستَعِنْ باللهِ ، واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أنْ ينفعوك بشيءٍ ، لم ينفعوك إلاَّ بشيءٍ قد كَتَبَهُ الله لكَ ، وإنِ اجتمعوا على أنْ يَضرُّوكَ بشيءٍ ، لم يضرُّوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبهُ الله عليكَ ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفُ “
[ رواه الترمذيُّ وقال : حديثٌ حسنَ صَحيحٌ ]

 

قبل عام من الآن 2 / 1436 هـ| الليل يمضي والساعة تُشير الى الرابعة فجرا، وأنا والأصدقاء كنّا ننتقل من ملف لآخر كل هذا لأجلِ انهاء المشروع قبل موعد مناقشته والذي تحدد في الساعة 10 صباحا.. أتذكر وكأنه حدثَ اليوم، فـ مُقابل كل الجهد المبذول والسهر كانت ضحكة من دكتورة المادة مع طلب إعادة المشروع من نقطة البداية. ولن أتحدث عن نوبة الضحك التي أصابتنا من الصدمة.

لا أذكر الا أني بعد أن استقبلت هذه الصدمة أتخذت فقط قرارًا واحدًا: النوم بـسلام. كان يجيب عليّ أن أتصالح مع هذا اليوم البائس، فـ “أمرُ المؤمن كله خير”. وقد كانَ -بعد التوكل على الله- الطالب سميث مُحفز للصلح.

فـ في زمن الطرود، والرسائل التي تصل بعد أسابيع من ارسالها.. كان في أحدى جامعات العالم مقرر لمادة الاقتصاد، طلب فيها أستاذ المادة من كل طالب تقديم مشروع، كان الطالب سميث من بينهم قد أختار فكرة التوصيل في يوم واحد.
بعد تقديم بحثه كانت النتيجة التي تستحقها فكرة سميث هي (ج)! عندما استفسر سميث من دكتور المادة كان جوابهُ:
“الفكرة مثيرة للأهتمام، لكن من أجل أن أعطيك تقديرًا أعلى من (ج) كان يجيب عليك أن تضع فكرة قابلة للتطبيق”
الآن فكرة سميث التي تستحق التقدير (ج) هي الشركة العالمية للتوصيل السريع فيدكس. أما سميث فهو المؤسس والمدير التنفيذي للشركـة. لذلك نقول دائما : عندما تؤمن بأفكارك فـ لن يكون تقدير (ج) عائق لها.

كما وأرجوا الله أن ينولكَم مُرادكم ويكتب لكم خير الأمور كلها.

الاهم هو ان تعرف ماذا تريد بالضبط. – إيرل نايتنجيل